للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حقنة العروق وحقنة العضل هل تفطران؟

سؤال: حقنة العروق وحقنة العضل هل تفطران؟

الفتوى: جوابنا على هذا أن نقول: إن الله سبحانه وتعالى بين في كتابه وعلى لسان رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما يكون مفطرًا وما لا يكون والله تعالى أنزل الكتاب تبيانًا لكل شيء وهذا الذي حدث في الأزمان المتأخرة من هذه الحقن وإن كان أصلها غير موجود فيما سبق لكن الشرع يشتمل على حكمه فما كان بمعنى المنصوص عليه فله حكم المنصوص عليه وما لم يكن بمعناه فإنه لا يثبت له حكمه والذي فيه التفطير مما ذكر هو الأكل والشرب وهما عن طريق الفم وقد دل حديث لقيط بن صبرة رضي الله عنه الذي قال له رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا" على أن ما دخل من الأنف كالذي يدخل من الفم وما عدا ذلك فإن الأصل فيه عدم التفطير لأنه لو كان مفطرًا لبينه الله ورسوله، وعلى هذا فإنا نقول إن هذه الإبر أو الحقن كما قال السائل التي تكون في العضل أو تكون في العروق غير مفطرة لأنها ليست منصوصًا عليها ولا بمعنى المنصوص عليه والأصل في الصيام الصحة حتى يقوم دليل على الفطر ولا فرق في هذا بين أن يجد الإنسان طعم هذه الحقنة في حلقه أو لا يجده لأن ذلك ليس بمعنى المنصوص عليه وأما الحقن التي يستغني بها عن الطعام والشراب فقد سبق ذكرها في جواب السؤال العاشر.

هل الحجامة تفطر الصائم؟

سؤال: كيف نوفق بين حديث "أفطر الحاجم والمحجوم" وبين حديث "أنه احتجم وهو صائم"؟

الفتوى: نعم نوفق بينهما أن احتجام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو صائم لا يدري هل

هو قبل الحديث "أفطر الحاجم والمحجوم" أو بعده؟ وإذا كان لا يدري هو قبله

أو بعده فأيهما الناقل عن الأصل أفطر الحاجم والمحجم أو احتجم وهو صائم

نقول إذا كنا لا ندري فإننا نأخذ بالنص الناقل عن الأصل لأن النص الموافق

<<  <  ج: ص:  >  >>