للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المناوي: "أي أرجو منه. قال ابن الأثير: الاحتساب على الله البدار إلى طلب الأجر وتحصيله باستعمال أنواع البر.

قال الطيبي: وكان القياس: أرجو من الله فوضع محله أحتسب وعدّاه بعلى التي للوجوب على سبيل الوعد مبالغة في تحقق حصوله.

(يكفر السنة التي قبله) : يعني الصغائر المكتسبة فيها.

(والسنة التي بعده) بمعنى أنه تعالى يحفظه أن يذنب فيها، أو يعطى من الثواب ما يكون كفارة لذنوبها، أو يكفرها حقيقة ولو وقع فيها ويكون المكفِّر مقدماً على المكفَّر.

قال صاحب العدة: وذا لا يوجد مثله في شيء من العبادات" (١) .

الفضيلة الثامنة

تشريف الله والملائكة له بالصلاة عليه

قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين" (٢) .

وعن عبد الله بن عمرو موقوفاً: "الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة" (٣) .

فإنْ كان الله وملائكته يصلون على المتسحرين، والسحور عون على الصيام فما ظنك بالصيام؟

فأكرم بها من عبادة يصلي الله عليك بها والملأ الأعلى.

يا هذا: تبيع صلاة الله والملائكة بشبع وتخمة، ولا تصوم عن لقمة!!

"إنما يريد العاقل أن يأكل ليحيا لا أن يحيا ليأكل".

وإن خير المطاعم ما استُخدِمت، وإن شرها ما خُدمت، وهل عالج الحجامة وفصد الفصاد إلا خارج عن حد الاقتصاد" (٤) .


(١) "فيض القدير" (٤/٢٣) .
(٢) حسن: رواه ابن حبان في "صحيحه"، والطبراني في "الأوسط"، وأبو نعيم في "الحلية" عن ابن عمر، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (١٨٤٤) ، والصحيحة رقم (١٦٥٤) .
(٣) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو موقوف له حكم الرفع، قاله الألباني في "الضعيفة" (٣/٥٠٢-٥٠٣) ، وأخرجه ابن أبي شيبة، وعبد الرزاق، وابن المبارك.
(٤) "مقامات ابن الجوزي" (ص ٩١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>