للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والراجح: القول الثاني: وهو أن لكل أهل بلدة رؤيتهم إذا كان هناك مسافة بين البلدتين يمكن أن يُرى في البلدة الأخرى. وهذا ما عليه العمل.

وبالله التوفيق.

[رؤية الهلال في بلد هل تلزم البلاد الأخرى بالصيام؟]

وسئل فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين -حفظه الله- (١) :

إذا رأى المسلمون الهلال في بلد فهل يجب على المسلمين في البلاد الأخرى الصيام؟

فأجاب: لا نشك في اختلاف المطالع وتفاوت ما بين البلدين في رؤية الهلال، ولأجل هذا الاختلاف ترجّح عند كثير من العلماء أن لكل أهل بلد رؤيتهم إذا كان هناك تفاوت محسوس.

ودليلهم: قصة كريب مولى ابن عباس لما أهلّه رمضان وهو بالشام، فصام أهل الشام يوم الجمعة، ولم يُرَ الهلال في المدينة إلا ليلة السبت، فأخبر ابن عباس بأن معاوية وأهل الشام صاموا يوم الجمعة، فقال ابن عباس: لكنا صمنا يوم السبت فلا نزال نصومه حتى نرى الهلال أو نكمل ثلاثين، كذلك أمرنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

وقد رجَّح شيخ الإسلام ابن تيمية وجوب الصيام على أهل البلاد التي رأت الهلال، وعلى من كان أمامهم من البلاد، وحقّق أنه متى رؤي في بلدة فلا بد أن يرى في البلاد بعدها؛ لأنه يتأخر غروبه عن الشمس، وكلما تأخر ازداد بُعدا عن الشمس وتجليًّا وظهورًا، فإذا رؤي في البحرين مثلا وجب الصيام على البلاد التي بعدها كنجد والحجاز ومصر والمغرب، ولم يجب على ما قبلها كالهند والسند وما وراء النهر.

[أهل القرية يلزمهم رؤية العاصمة]

- وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (٢) :

هل يصح الصوم في قرية بعيدة من العاصمة على رؤية العاصمة، أم يجب علىَّ أن أتقيد برؤية أهل قريتي؟


(١) "فتاوى الصيام" لابن جبرين ص (٢١) .
(٢) "فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" فتوى رقم (٦٤٨٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>