٤ هـ:"زواج الرسول بزينب بنت خزيمة بنت الحارث التي يقال لها أم المساكين لكثرة صدقاتها عليهم وبرها لهم وإحسانها إليهم، وأصدقها اثنتي عشرة أوقية ونشا ودخل بها في رمضان.
قال أبو عمر بن عبد البر: ولا خلاف أنها ماتت في حياة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقيل لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة حتى توفيت -رضى الله عنها- ".
[٥ هـ حديث الإفك]
فحديث الإفك كان في منصرفهم من غزوة بني المصطلق "غزوة المريسيع" في شعبان، وفي قصة الإفك "فاشتكيت حين قدمت شهراً، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك، لا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي".
فالشاهد من هذا أن حديث الإفك امتد إلى رمضان يقيناً.
رمضان شهر الصبر وتجلى فيه أروع صبر عرفه الوجود "صبر رسولنا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ".
"لقد كانت حادثة الإفك معركة خاضها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وخاضتها الجماعة المسلمة يومذاك، وخاضها الإسلام، معركة ضخمة لعلها أضخم المعارك التي خاضها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وخرج منها منتصراً كاظماً لآلامه الكبار محتفظاً بوقار نفسه وعظمة قلبه وجميل صبره، فلم تؤثر عنه كلمة واحدة تدل على نفاد صبره وضعف احتماله، والآلام التي تناوشه لعلها أعظم الآلام التي مرت في حياته، والخطر على الإسلام من تلك الفرية من أشد الأخطار التي تعرض لها في تاريخه.
وها هو ذا يُرمى في طهارة فراشه، وهو الطاهر الذي تفيض منه الطهارة، وها هو ذا يرمى في صيان حرمته، وهو القائم على الحرمات في أمته.
ها هو ذا يرمى في كل شيء حين يُرمى في عائشة -رضى الله عنها-. يرمى في فراشه وعرضه وقلبه ورسالته، يرمى في هذا كله، ويتحدث الناس في المدينة شهراً