للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال حنس بن حارث: رأيت الأسود وقد ذهبت إحدى عينيه من الصوم (١) لا ضير إن كانت الجنة فسيبدل الله بعين أصح منها.

ما ضرَّهم ما أصابهم جبر الله لهم بالجنة كل مصيبة.

[(١٦) صوم مسروق بن عبد الرحمن]

"في العلم معروق، وبالضمان موثوق، ولعباد الله معشوق، أبو عائشة مسروق" (٢) .

عن الشعبي قال: "غشي على مسروق في يوم صائف، وكانت عائشة قد تبنته فسمى بنته عائشة، وكان لا يعصي ابنته شيئاً، قال: فنزلت إليه فقالت: يا أبتاه أفطر واشرب، قال: ما أردت لي يا بُنية؟ قالت: الرفق، قال. يا بنية، إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين إلى سنة" (٣) ، وفي رواية: "إنما طلبت الرفق لتعبي" (٤) .

قالت له عائشة الصديقة: "يا مسروق إنك من ولدي، وإنك لمن أحبهم إلي" (٥) .

وكان لا يأخذ على القضاء أجراً، وكان يقول: "لأن أفتي يوماً بعدل وحقّ أحب إلي من أن أغزو سنة" (٦) .

قال الأصمعى: كان مسروق يتمثل:

ويكفيك مما أغلق الباب دونه ... وأرخى عليه الستر ملح وجردق

وماء فرات بارد ثم تغتدي ... تعارض أصحاب الثريد الملبق


(١) "حلية الأولياء" (٢/١٠٤) .
(٢) "حليهْ الأولياء" (٢/٩٥) .
(٣) "سير أعلام النبلاء" (٤/٦٧-٦٨) .
(٤) "الاعتصام" (١/٤٠٠) .
(٥) "سير أعلام النبلاء" (٤/٦٦) .
(٦) "سير أعلام النبلاء" (٤/٦٨،٦٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>