"العيد هو موسم الفرح والسرور، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم إذا فازوا بكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته كما قال تعالى:(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)[يونس: ٥٨] .
قال بعض العارفين: ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه والعاقل يفرح بمولاه.
وكان فؤادي خاليًا قبل حبكم ... وكان بذكر الخلق يلهو ويمرحُ
فلما دعا قلبي هواك أجابه ... فلست أراه عن فنائك يبرحُ
رُميتُ ببُعد منك إن كنت كاذبًا ... وإنْ كنت في الدنيا بغيرك أفرحُ
وإن كان شيء في البلاد بأسرها ... إذا غبتَ عن عيني لعيني يملحُ
فإن شئت واصلني وإن شئت لم تصل ... فلست أرى قلبي لغيرك يصلُح
ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعاته تزيد، ليس العيد لمن تجمل باللباس والركوب، إنما العيد لمن غُفرت له الذنوب، في ليلة العيد تفرق خلع العتق والمغفرة على العبيد، فمن ناله منها شيء فله عيد، وإلا فهو مطرود بعيد" (١) .
للناس فطر وعيد ... إني فريد وحيد
يا غايتي ومُنايَ ... أتمّ لي ما أريد
ويقول عابد:
ليس عيد المحب قصد المصلى ... وانتظار الأمير والسلطان
إنما العيد أن تكون لدى الحب كريمًا ... مقربا في أمان