للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمن رؤي مفطرًا في مكة في رمضان؟

فأجاب: وجود شخص يُفْطر في مكة، في مثل هذا اليوم ليس بغريب؛ لأن مكة فيها الآفاقي، وفيها المواطن الذي من أهل مكة.

والآفاقي يجوز له إذا كان قد أتى إلى العمرة وسيرجع إلى بلده، يجوز له أن يُفْطر، فهذا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعلم الناس بالله وأخشاهم له فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة في اليوم العشرين من رمضان، فصادف بقاؤه في مكة العشر الأواخر من رمضان ولم يصم.

ثبت ذلك عنه في صحيح البخاري من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، وهو قد بقي في مكة تسعة عشر يوما يقصر الصلاة، عشرة منها في رمضان وتسعة في شوال.

فهذا الرجل الذي يفطر الآن ليس بغريب. وهذه المسألة مسألة يَجْهَلُها الناس يظن الناس أن من قدم إلى مكة لزمه الإمساك وأنه لا يجوز أن يفطر وهذا ظن غير صحيح بل للمسافر أن يفطر حتى يرجع إلى بلده (١) .

[هل يفطر من يعمل في الأفران]

وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:

في قريتنا شخص يعمل في طابونة (فرن) للرغيف وهو رجل يصلي ويصوم رمضان والحمد لله ولكنه سألني هل يجوز له أن يفطر في رمضان؟ علمًا بأنه يواجه حر النار الشديد وهو يصنع الرغيف طوال ساعات النهار وهو صائم، لذلك فهو يواجه عطشًا شديدًا وإرهاقًا في العمل، فأرجو من سماحتكم التكرم بالإجابة الشافية على ذلك مأجورين إن شاء الله تعالى.

فأجابت: لا يجوز لذلك الرجل أن يفطر بل الواجب عليه الصيام وكونه يخبز في نهار رمضان، ليس عذرًا للفطر، وعليه أن يعمل حسب استطاعته.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم (٢) .


(١) "فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين" (١/٤٩١-٤٩٢) .
(٢) "فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء" رقم (١٣٤٨٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>