للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول مصطفى الصادق الرافعي - أديب الإسلام:

فديتك زائرًا في كل عام ... تحيا بالسلامة والسلام

وتقبل كالغمام يفيض حينا ... ويبقى بعده أثر الغمام

وكم في الناس من كلف مشوق ... إليك وكم شجيّ مستهام

رمزت له بألحاظ الليالي ... وقد عيّ الزمان عن الكلام

فَظل يَعَدّ يَوَمًا بْعد يَوَمًا ... كما اعتادوا لأيام السقام

ومد له رواق الليل ظلا ... ترف عليه أجنحة الظلام

فبات وملء عينيه منام ... لتنفض عنهما كسل المنام

ولم أر قبل حبك من حبيب ... كفى العشاق لوعات الغرام

فلو تدري العوالم ما درينا ... لحنت للصلاة وللصيام

بني الإسلام هذا خير ضيف ... إذ غشي الكريم ذرا الكرام (١)

يلمكم على خير السجايا ... ويجمعكم على الهمم العظام

فشدوا فيه أيديكم بعزم ... كما شد الكمى على الحسام

وقوموا في لياليه الغوالي ... فما عاجت عليكم للمقام

وكم نفر تغرهم الليالي ... وما خلقوا ولا هي للدوام

وخلوا عادة السفهاء عنكم ... فتلك عوائد القوم اللئام

يحلون الحرام إذا أرادوا ... وقد بان الحلال من الحرام

وما كل الأنام ذوي عقول ... إذا عدوا البهائم في الأنام

ومن روّته مرضعة المعاصي ... فقد جاءته أيام الفطام (٢)


(١) الذرا: بفتح الذال: المنزل والستر.
(٢) ديوان مصطفى صادق الرافعي (٣١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>