للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العيش، وذلك لأنه تحمّل مشقة الصوم ومشقة الغزو فاستحق هذا التشريف".

* وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من صام يوماً في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفاً" (١) .

* وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض" (٢) .

أخي: إذا كانت أعزّ أمنية لآخر أهل النار خروجاً منها -وهو من يخرج منها حبواً- صرف وجهه عن النار قبل الجنة لا يسأل مولاه غير ذلك، فكيف إذا باعد الله وجهه وجعل بينه وبين النار خندقاً مسافة خمسمائة عام هذا بصيام يوم واحد نفلاً، فما ظنك بصيام شهر رمضان وهو الفريضة؟!

الفضيلة العاشرة

الصوم في الصيف يورث السقيا يوم العطش

عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعث أبا موسى على سرية في البحر، فبينما هم كذلك، قد رفعوا الشراع (٣) في ليلة مظلمة، إذا هاتف (٤) فوقهم يهتف: يا أهل السفينة! قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه، فقال أبو موسى: أخبرنا إن كنت مخبراً، قال: إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف، سقاه الله يوم العطش (٥) .

* وعن أبي موسى بنحوه إلَّا أنه قال فيه. قال: "إن الله قضى على نفسه أنّ من عطّش


(١) صحيح: رواه أحمد، والترمذي والنسائي، وابن ماجة، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٦٣٣٤) .
(٢) صحيح: رواه الترمذي عن أبي أمامة، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٦٣٣٣) ، و"السلسلة الصحيحة" رقم (٥٦٣) ، و"صحيح الترغيب" (٨٩١) .
(٣) الشراع هو قلع السفينة التي بصفقه الريح فتمشي.
(٤) في المصباح "وهتف به هاتف سمع صوته ولم ير شخصه".
(٥) حسن: قال المنذري: رواه البزار بإسناد حسن إن شاء الله، وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب" (١/٤١٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>