أيا نفسُ إنا نشُقُّ الطريقَ ... على شَوْكِ مِحْنَتِنا المُوْلِم
نُريدُ لأمتنا أنْ تَسيرَ ... على المَنْهَج الواضحِ القيِّم
نُريدُ الحَياةَ التي تَرْتَقِي ... وتَسمو بها همةُ المُسْلِم
فنَجْهَرُ بالأمرِ بينَ الأنام ... ونصدعُ بالحق مِلءَ الفَم
ونَخْلَعُ قَيْدَ الهَوانِ الثّقِيلِ ... ونَنْهَضُ مِنْ كَهفِنا المُظلِم
ونَكتُبُ بالنُورِ "فتحا" جديدا ... و"بَدْرا" نُسَطرها بالدم
وتِلكَ الأمانيُّ مَرْهُونة ... بأقدارها في الغَدِ المُلهَم
***
صِيامُكِ يا نفسُ فيهِ الخَلاصُ ... مِنَ الضعْفِ والعَجْزِ والمأثَم
ومِعْراجُكَ الفَذ تَقْوى الإِله ... فَرَكْضا إلى الله لا تُحْجِمي
في رحاب رمضان
نَبّهْتَ فينا أنفُسا وَعُقُولا ... وحَلَلْتَ للخَيْرِ العَميم رَسولاً
رَمَضانُ يا رَوْضَ القُلوبِ تَحِيّةً ... خَطَرَتْ تَجُر إلى حماكَ ذُيُولا
قدْ جِئْتَ مَرْجُوا لأكرم نَفْحَةٍ ... تَذَرُ الفُؤادَ بسِحْرِها مَتْبولا
رَمَضانُ حسبُكَ ما شَرُفْتَ بِهِ فقَدْ ... فُضلت مِنْ رَبِّ السَّماء تفْضيلا
غَصَّتْ رِحابُكَ بالتُّقاة وَهَوَّمَتْ ... فيكَ المَلائِكُ صعدا ونُزُولا
وتتبابَعَتْ رَحَماتُ ربكَ شُرعًا ... كالغَيْثِ فاضَ مُبارَكا مَقْبُولا
أَيامُكَ الغَرّاءُ طاهِرَةُ الرُّؤى ... مِثلُ الحَمائِم تَسْتَحِتمُّ أَصِيلاً
وَجْهُ الحَياةِ على ضِفافِكَ مُشرقٌ ... وأريجُكَ الذّاكي يَهُب عَليلا