ورمى "لُذرَيق" نفسه في وادي (لكه) وقد أثقله السلاح، فلم يعلم له خبر ولم يوجد، وقالوا إن المسلمين وجدوا فرسه الأشهب الذي فقدوه وراكبه وقد ساخ الفرس طين وحمأه، وغرق العلج ولم يوجد حياً ولا ميتاً.
يقول طارق بن زياد في فتح الأندلس:
ركبا سفينا بالمجاز مُقيّرا ... عسى أن يكون الله مناقد اشترى
نفوساً وأموالاً وأهلاً بجنة ... إذا ما اشتهينا الشيء فيها تيسّرا
ولسنا نبالي كيف سالت نفوسنا ... إذا نحن أدركنا الذي كان أجدرا
رحم الله طارقاً.. مولى موسى.. معذرة بل سيد من السادات وغيره العبيد وإن كان ملوكاً سيقوا إلى مدريد في يوم احتفالهم بخروج المسلمين ليكتبوا وثيقة الذل والعار مع اليهود والصليبيين.
[وقفة على أبواب مدريد]
عذراً رُبى المجد، إنَّ القومَ قد هانوا ... وإنهم في أيادي المعتدي لانوا
عذراً فما ردَّهم عمَّا يُحاك لهم ... وعيٌ، ولا ردَهم دينٌ وقرآنُ
عذراً فأروقة الأحزان حافلة ... وساحة الفرح المقتول قيعانُ
عذراً فبحر المآسي لم يزلْ لجباً ... يموج في مائه قرش وحيتانُ
عذراً فإنَّ بلاد العرب لاهيةٌ ... تضج في صدرها عبسٌ وذبيانُ
أما ترين روابي الشعر هامدةٌ ... فمالها اليوم أوراقٌ وأغصانُ
قصيدتي ذَبُلتْ ممّا يداهمها ... من الجفاف، وطرف الشعر سهرانُ
تنكّبتْها غيومُ اللحن، ما ابتهجتْ ... خصباً، ولا استبشرت بالغيث أفنانُ
ولوحة الصمت، فيها ألفُ دائرة ... مرسومة، ما لها في الفنِّ ميزانُ
ما لامستها يدٌ بالرسم ماهرةٌ ... ولا سقاها شرابَ الحبر فنَّانُ
رأيتُ فيها خطوطاً لا حدودَ لها ... وليس يفهمها إنْسٌ ولا جان