للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيت في بعضها رأساً أشبهه ... بحيَّة، شدَّها للخلف ثعبانُ

رأيت غصناً من الزينون تأكله ... رصاصةٌ، ووراءَ الغصن "كاهانُ"

من حوله أحرفٌ عِبريّةٌ نُقشتْ ... وليس فيها عن الألغاز تبيانُ

كان الغبارُ يُواريها، وحين جلا ... بدا لعينى شاميرٌ و"ديَّان"

ولاح لي في مداها وجهُ أندلسٍ ... جبينهُ لسباق الحزنِ ميدانُ

يا وجهَ أندلسٍ، في أُفْقنا سحبٌ ... من الدخان، وفي الأدغال بركانُ

طارت إليك وفود العرب، في فمها ... بوقٌ، وبين يديها الطبلُ رنَّانُ

شاميرُ يسخر منهم، من تطلعهم ... إلى السراب، ألا فَلْيَروْ ظَمآنُ

لو أبصرتهم عيون الداخل امتلأت ... قذىً، وأغضتْ على الأشواك أجفانُ

ولو رأى طارقٌ تلك الوجوهَ، لَماَ ... عصاه سيفٌ، ولا عاقته أكفانُ

كأنني بقلاع المجد قد وجمتْ ... لماَّ أتاها بروح الذل "عُربانُ"

يا بؤسَها أمةً يسعى بحاجتها ... لصُّ، وبائع أفيون، وسجَّانُ

تُدعى إلى الملتقى باسم السلام، ولم ... يُرفع لها بين أهل الملتقى شانُ

يقام حفلٌ لها من حُرِّ ثروتها ... ولم يُقدم لها في الحفل فنجانُ

يا بؤسها أمةً، في الحرب خاسرةٌ ... ولا يفارقها في السلم خُسرانُ

إن حاربتْ شربتْ كأس الهزيمة في ... ذل، وإنْ فاوضت فالذل ألوانُ

أنَّى تقوم لها في الكون قائمةٌ ... وقلبها غارق في الوهم حيرانُ

يا من رحلتم إلى مدريدَ، قربتُكم ... مخروقة، وجِرَابُ الخصم ملاَنُ

بشراكم اليومَ، إسرائيل راضيةٌ ... عنكم، وفي قلبها شكر وعرفانُ

بشراكم اليوم، أمريكا تبجّلكم ... وفي يدَي روسيا "فلٌ وريحانُ"

أما فلسطين، والأقصى وأمتكم ... فما لها عندكم قدرٌ ولا شانُ

<<  <  ج: ص:  >  >>