ذلك صار الصوم واجبًا لقوله تعالى:(فَمَن شَهِدَ مِنكمُ الشَهْرَ فَلْيَصُمْهُ)[البقرة: ١٨٥] .
التدرج الآخر أنهم كانوا إذا ناموا بعد الإفطار أو صَلُّوا العشاء لا يحل لهم الأكل والشرب والجماع إلا عند غروب اليوم التالى ثم خفف عنهم. قال تعالى:(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)[البقرة: ١٨٧] . فكانت المحظورات على الصائم إذا نام أو صلى العشاء، ثم نسخ ذلك فكانت جائزة إلى أن يتبين الفجر.
هل يَكْفُر تارك الصوم؟
- وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:
هل يكفر تارك الصوم ما دام يصلي ولا يصوم بدون مرض، وبدون أي شيء؟
فأجابت: من ترك الصوم جَحدًا لوجوبه فهو كافر إجماعًا ومن تركه كَسَلاً وتهاونًا فلا يكْفُر ولكنه على خطر كبير بتركه ركن من أركان الإسلام مُجمع على وجوبه.
ويستحق العقوبة والتأديب من ولي الأمر بما يردعه وأمثاله، بل ذهب بعض أهل العلم إلى تكفيره وعليه قضاء ما تركه مع التوبة إلى الله سبحانه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم (١) .
[صيام بعض الأيام بلياليها هل يجزيء عن صيام الشهر؟]
- وسئلت الجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:
هل يمكن أن يصوم المرء ثلاثة أيام ليلاً ونهارا في رمضان وتكون بدل ثلاثين يومًا؟
فأجابت: لا يجوز ذلك ولا قال به أحد من أهل العلم؛ لأن الليل ليس محلاً للصيام، ومن فعله يعتبر مخالفًا للشرع المطهر وآتيًا بما لم يشرعه الله ومفطرًا في رمضان بغير عذر،
(١) "فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" رقم (٦٠٦٠) .