للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين ولا فرق بين الصدقات والصلوات والصيام والحج وغيرها ولكن السؤال الذي ينبغي أن نقول هل هذا من الأمور المشروعة أو من الأمور الجائزة غير المشروعة؟

نقول: إن هذا من الأمور الجائزة غير المشروعة وأن المشروع في حق الولد أن يدعو لوالده دعاء إلا في الأمور المفروضة التي تدخلها النيابة فإنه يؤدي عن والده ما افترض الله عليه ولم يؤده كما مات والده وعليه صيام؛ فقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "من مات وعليه صوم صام عنه وليه".

ولا فرق في ذلك بين أن يكون الصيام صيام فرد بأصل الشرع كصيام رمضان أو إلزام الإنسان نفسه كما في صيام النذر. والله أعلم.

- وسئل فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين -حفظه الله-:

يقول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إني لست كهيئتكم إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني" فهل هو إطعام وإسقاء حقيقي أم معنوي؟

فأجاب: اختلف أهل العلم في ذلك. فقيل: هو إطعام وإسقاء حقيقى فيؤتى إليه بطعام وشراب من الجنة. وقيل: إنه إطعام وإسقاء معنوي، والمراد أن الله يفتح على نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من المعارف والأوراد ما يقوم مقام الطعام والشراب. وهذا قول الأكثرين فإن تلك الفتوحات الإلهية والأوراد الرَبانية تنزل على قلوب أولياء الله فتقويها وتشغل نفوسهم عن مشتهياتها من الطعام والشراب كما يقول بعضهم:

لها أحاديث من ذكراك تشغلها ... عن الشراب وتلهيها عن الزاد

ومما يؤيد هذا القول أنه ورد في بعض روايات الحديث الوارد في السؤال "إِني أظَلُ عِنْد رَبي يُطْعِمني وَيُسقِيني" وكلمة "أظل" معناها: أمكث نهارًا.

ومن المعلوم أن نهار الصيام لا يجوز فيه الأكل لا من طعام الجنة ولا من غيرها (٢) .


(١) "فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين" (١/٥٥٤) .
(٢) "فتاوى الصيام لابن جبرين" (١٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>