للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصح أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نازله إلى ثلاث ليال ونهاه أن يقرأ في أقل من ثلاث (١) .

وعند أحمد عن عبد الله بن عمرو "زوجني أبي امرأة من قريش، فلما دخلت على جعلت لا أنحاش لها مما بي من القوة على العبادة، فجاء أبي إلى كنفه، فقال: كيف وجدت بعلك؟ قالت: خير رجل من رجل لم يفتش لنا كنفاً، ولم يقرب لنا فراشاً، قال: فأقبل على، وعضني بلسانه، ثم قال: أنكحتك امرأة ذات حسب، فعضلتها وفعلت، ثم انطلق، فشكاني إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فطلبني فأتيته، فقال لي: "أتصوم النهار وتقوم الليل قلت: نعم، قال. "لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأمس النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" (٢) .

عن عبد الله بن عمرو قال: دخل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بيتى هذا، فقال: "يا عبد الله ألم أخبر أنك تكلفت قيام الليل وصيام النهار؟ " قلت: إني لأفعل، فقال: "إن من حسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فالحسنة بعشر أمثالها، فكأنك قد صمت الدهر كله" قلت: يا رسول الله، إني أجد قوة، وإني أحب أن تزيدني، فقال: "فخمسة أيام قلت: إني أجد قوة، قال: "سبعة أيام" فجعل يستزيده، ويزيده حتى بلغ النصف، وأن يصوم نصف الدهر. "إن لأهلك عليك حقاً، وإن لعبدك عليك حقَاً، وإن لضيفك عليك حقّا"، وكان بعدما كبر وسنّ يقول: ألا كنت قبلت رخصة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحب إلي من أهلي ومالي (٣) .

قال الذهبي: هذا السيد العابد الصاحب كان يقول -لماّ شاخ-: ليتني قبلت رخصة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فرضي الله عن صاحب الصيام والقيام الذي زمّ نفسه في تعبده وورده بالسنة النبوية.


(١) أبو داود والترمذي وابن ماجة.
(٢) رجاله ثقات.
(٣) إسناده حسن، رواه أحمد في "مسنده" (٢/٢٠٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>