س: قارئ من الخُبر بعث سؤالاً يقول فيه: ما الحكم في قوم يصومون رمضان ثلاثين يومًا باستمرار؟
ج: قد دلّت الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وإجماع أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والتابعين لهم بإحسان من العلماء على أن الشهر يكون ثلاثين ويكون تسعًا وعشرين، فمن صامه دائمًا ثلاثين من غير نظر في الأهلة فقد خالف السنة والإجماع وابتدع في الدين بدعة لم يأذن بها الله، قال الله سبحانه:(اتبعوا ما أنزل إِليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء) الآية، وقال سبحانه:(قل إِن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم) الآية، وقال:(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إِن الله شديد العقاب) ، وقال عز وجل:(تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين) والآيات في هذا المعنى كثيرة، وفي الصحيحين من حديث -ابن عمر رضي الله عنهما- عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:"صوموا لرؤيته، فإن غم عليكم فاقدروا له" متفق عليه، وفي رواية لمسلم:"إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين" وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال:"صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غمّ عليكم فصوموا ثلاثين" وفي لفظ آخر: "فأكملوا العدة ثلاثين"، وفي لفظ آخر:"فأكملوا شعبان ثلاثين يومًا" وعن حُذيفة -رضي الله عنه- أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:"لا تصوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة، ولا تفطروا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة" رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح، وثبت عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في عدة أحاديث أنه قال: إن الشهر هكذا وهكذا وهكذا" وأشار بأصابعه العشر وخنس إبهامه في الثالثة ثم قال: "الشهر هكذا وهكذا وهكذا" بأصابعه العشرة ولم يخنس منها شيئًا. يشير - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -