للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التَدرج الآخر لهم أنهم كانوا إذا ناموا بعد الإفطار أو صلوا العشاء لا يحل لهم الأكل والشرب والجماع إلا عند غروب اليوم التالي ثم خفف عنهم قال تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) [البقرة: ١٨٧] . فكانت المحظورات على الصائم إذا نام أو صلى العشاء ثم نسخ ذلك فكانت جائزة إلى أن يتبين الفجر.

***

كيف يكون الصيام درسًا للتقوى؟

كيف يكون الصيام درسًا للتقوى ووقاية من الشرور والآثام (١) ؟

الفتوى: إن الصوم التزام بكل الأخلاق الحميدة ودرس يفيد الإنسان.

هل يضاعف الصوم في الحرم

سؤال: هل يضاعف الصوم في الحرم كما في الصلاة؟

الفتوى: الصَّلاة في مكة أفضل من غيرها بلا ريب ولهذا ذُكِر أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حينما كان مُقيمًا في غزوة الحديبية كان في الحلَّ ولكن كان يُصَلِّي في الحرَّم أي داخل أميال الحرم وهذا يدل أن الصلاة في الحرم أي فيما دخل في الأميال أفضل من الصلاة في الحِل وذلك لِفَضل المكان وقد أخذ العلماء من هذه قاعدة قالوا فيها: إن الحسنات تُضَاعف في كل مكان وزمان فاضل، كما أن الحسنات تضاعف أيضًا باعتبار العامل كما ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "لاَ تَسُبُّوا أصْحَابِي فَوَالَّذي نَفْسي بِيَدِهِ لَوْ أن أحَدَكُم أ-نفَقَ مِثل أحدٍ ذَهبًا مَا بَلَغَ مُدِّ أحَدُهُم وَلا نَصيفه" إذًا فالعبادات تتضاعف باعتبار العامل وباعتبار الزمان وباعتبار المكان كما تتفَاضل أيضًا باعتبار نسبها وهيئتها وهذا أمر معلوم ولا يتسع المقام لبسطه


(١) المسلمون العدد (١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>