للمريض أن يفطر إذا أجهده المرض بقوله تعالى (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) . فليس كل مرض يبيح الفطر عند جمهور الأئمة، والمرجع في بيان ما يبيحه، وما لا يبيحه إلى رأي الطبيب المسلم الحاذق، أو إلى التجربة الصادقة، أو دلالة الحال كما نص عليه الفقهاء.
ومرض البول السكري تختلف حالاته، وقد رأيت للإجابة عن هذا السؤال أن أستطلع رأي الفاضل الثقة (الدكتور محمد ناجي المحلاوي) الطبيب الاخصائي الأستاذ للأمراض الباطنية بكلية الطب بالجامعة فأجاب بما يأتي: يظهر السكر في البول، في حالات مختلفة نجملها بما يلي:
أولا: قد يظهر السكر في البول بدون ارتفاع نسبته في الدم بسبب خلل خلقي في الكُلى، وقد ينشأ عنه انخفاض نسبة السكر في الدم عن المعدل الطبيعي للجسم. وعند ذلك يجب الإفطار، حتى يمكن تعويض الجسم عما يفقده من السكر الذي تفرزه الكلى في البول، وإلا نتج عن الصيام نقص كبير في كمية السكر في الدم، تظهر آثاره في علامات مرضية شديدة منها الرعشة وتهييج الأعصاب والقيء والعرق الغزير، واضطراب التفكير، بل قد تشبه في بعض الأحيان، تأثير الخمر في حالات السكر البين.
ثانيًا: قد يظهر السكر في البول عند بعض السيدات أثناء الرضاعة، وهذه حالة ليست مرضية، وحكم الإفطار فيها هو نفس حكم إفطار المرضع بوجه عام.
ثالثًا: وقد يحدث مرض البول السكري نتيجة لخلل في تمثيل المواد السكرية والنشوية (أي قدرة الأنسجة على استعمالها في عمليات الاحتراق) ويعزي هذا الخلل في الأغلب إلى نقص مادة الأنسولين في الجسم. وهي المادة التي تفرزها غدة البنكرياس، وهذا هو المرض المشهور "بالسكر"، وهو يظهر في درجات تتفاوت تفاوتا كبيرًا في الخفة والشدة.
فهناك حالات خفيفة لا يكاد يظهر فيها السكر في البول، إلا بكمية قليلة وفي فترات قصيرة.
وهذه الحالات لا يضرها الصيام بل قد يفيدها وخصوصًا إذا كان المريض بدينًا (سمينًا) .