للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولولا انْتِفاضُ الروح يَدْفَعُ رَكبَنا ... ويَبْعَثُ ما في مَعْدِنِ التُرْبِ مِنْ تِبْرِ

ولولا كِتابُ الله يَنْسابُ نورُهُ ... حياة.. لباتَ الكونُ أَشْبَهَ بالقَبْرِ

وأمْسَتْ بُيُوتُ الظّاعِنينَ مَلاعِبًا ... لِريح البِلى والقَصْرُ يَنْعَى على القَصْرِ

فيا إِخْوةَ الإسلام عُودُوا لِربكُمْ ... لَقَدْ ضَل مِنا الرّكبُ في المَهْمَهِ القَفْرِ

وَقَدْ رانَ لَيْلُ الجاهليةِ ضارِبًا ... سُرادِقَهُ.. لا يَستَقيمُ على أَمْرِ

رَحيمُ بِنا رَبّ السماءِ ... وإنهُ ... لَيُمْهلُ.. والإنْسانُ يُمْعِنُ في الكُفْرِ

أَلا أيها الإنسانُ إنكَ كادِحٌ ... ولابُدَّ أنْ تَلقي غَدًا حاصِلَ العُمْرِ

فَإِمّا نَعيما كنتَ تَرْجوهُ مُوقِنا ... وإما جَحيمًا -كنتَ تَغْدُوهُ -بالشَّر

***

دَعَا رَمضانُ الخَيْرِ كل مُرابِطٍ ... لَدَيْه.. فَلَبى المؤمنونَ على الإثْرِ

وطافَتْ بهم ريحُ الجِنانِ عَليلةً ... تَهُب مِنَ الرحَمنِ.. ذائِعَةَ النشْرِ

تَنَفسَ فيها الخُلدُ حينَ تفتحَتْ ... أزاهيرُهُ البَيْضاءُ في "ليلةِ القَدْرِ"

فَطُوبى لِمَنْ يَحْظى بِشَمَ عَبيرِها ... فَيَسْجُدُ مَغْشيًا عَلَيْهِ مِنَ البِشْرِ

ويَضرعُ في حُب ويَبكي من الجَوَى ... ويَكْتُمُ أشواقًا تَأجحُ كالجَمْر

ويُصْغِي إلى صَوْتِ السماءِ كأنَهُ ... صَدى خَفَقاتِ القَلبِ يَنْبِض في الصَدرِ

صيامُكَ مِفْتاح لِكُل فَضيلَة ... يُزودُكَ التقوى. ويُغْريكَ بالطُّهْرِ

فقلْ مُخلِصًا: آمَنْتُ باللهِ واستَقِمْ ... وأحْسِنْ لَهُ الأعْمَالَ في السِّر والجَهْرِ

هنا مَصْنَعُ الأبطالِ.. يَصْنَعُ أمَّةً ... وينفُخُ فيها قوةَ الرّوح والفِكْرِ..

ويَخلَعُ عنها كل قَيْد يَعوقُها ... ويُعْلي منارَ الحَق.. والصدْقِ والصبْرِ

تَصومُ إذا صامَتْ عَنِ الفُحْشِ والخَنا ... وتُفطِرُ في مَنْأي عَنِ الرِّجْسِ والجَوْرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>