ويقول محمد توفيق خانكي تحت عنوان: "خواطر صائم":
يا من إذا مرض الإنسان يشفيه ... أوْ جاع يطعمه أو هام يسقيه
فرضت فرضًا علينا كم نقدسه ... وبارتياح لدينا كم نحييه
أهلاً بشهر صيام فيه غبطتنا ... وفيه لذتنا فيما نعانيه
من كان ذاق الطوى أو كان في عطش ... طول النهار وذكر الله في فيه
أغناه عن كل ما أضحى يغذيه ... وصار أعذب من ماء يرويه
الآمنا لرضاء الله ملجؤنا ... إليه يا حبذا ما قد تعانيه
قد خص بالعز دومًا أهل طاعته ... وخصّ بالذل عبدًا راح يعصيه
فكم يذوق محب من صبابته ... صنوف مسغبة غبراء ترديه
يحيا ويفرح مذ يلقى القبول فلا ... تحجم أخا الحب عن قرض تؤديه (١)
ويقول شاعر آخر:
شهر الشهور أتى بالخير أجمعه ... عن سابغ العفْوِ والغُفران لم يَحُلِ
فيه الشياطين قد سُدَّتْ منافذُها ... وسُلسِلَتْ مَالَهَا في الشر من أمل!
يا نفس للفوز هذي فرصة سَنَحتْ ... دَعِي الوساوسَ والزَّلات وامتثلي
فَقُوتِكِ اليوَم: أذكار وأدْعية ... مِلء المحارِيب، ملِء السهْلِ والجبل
أما الشرابُ، فكأس لا شراب بها! ... فمِلؤُها الصَّفْوُ يَشْفي شِرة الغُلل
صفْو بِهِ الروح ترقى في معارجها ... والجسم يسمو عن الإفراط في الأكلِ
***
(١) "قرة العين في رمضان والعيدين" لعلي الجندي (٢/١٦) .