للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"إذا اشتبكت دموع في خدود تبينَّ من بكى ممن تباكا" (١) .

والأمة أحوج ما تكون إلى إخلاص أبنائها، قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنما ينصر الله هذه الأمه بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم" (٢) ، وفيه خلاص الأمة ورفعتها، فعن أبي بن كعب (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بشِّر هذه الأمة بالسناء والدين، والرفعة والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب" (٣) ، وفي رواية للبيهقيّ قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بشر هذه الأمة بالتيسير والسناء، والرفعة بالدين والتمكين في البلاد والنصر، فمن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا، فليس له في الآخرة من نصيب".

ما أحوجنا إلى الصيام والإخلاص: عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنما يبعث الناس على نياتهم" (٤) ، وعن جابر (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنما يحشر الناس على نياتهم" (٥) .

ما أحوجنا إلى الفرار من الرياء والصيام خير عون، عن عبد الله بن عمرو (رضي الله عنهما) قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "من سمَّع الناس بعمله سمَّع الله به مسامع خلقه وصغره وحقَّره" (٦) ، وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (ثلاث لا يُغَل عليهن قلب امرئ مؤمن: إخلاص العمل لله، والمناصحة لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن دعاءهم يحيط من ورائهم" (٧) .

ولو لم يكن في الإخلاص إلَّا طرد الخيانة والحقد من القلب لكفاه شرفاً، فكيف والأعمال ميتة بدونه، وقشر خالٍ من اللباب سواه.

ومن هنا تأتي أهمية الصوم ومعناه الكبير! إذ كل عبادة سواه قد يدخلها الرياء وإرادة


(١) "المدهش" (ص ٤١٤) .
(٢) صحيح: رواه النسائي عن سعد بن أبي وقاص وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (١/٦) .
(٣) صحيح: رواه أحمد، وابن حبان، والبيهقي، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد "صحيح الترغيب" (١/١٦) .
(٤) حسن: رواه ابن ماجة وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (١/٨) .
(٥) صحيح: رواه ابن ماجة وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (١/٨) .
(٦) رواه الطبراني في "الكبير" بأسانيد أحدها صحيح والبيهقي "صحيح الترغيب" (١/١٦) .
(٧) قال المنذري: رواه البزار بإسناد حسن وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (١/٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>