بك أستجير ومن يجير سواكا ... فأجر ضعيفْاً يحتمي بحماكا
يا غافر الذنب العظيم وقابلا ... للتوب قلب تائب ناجاكا
أترده وترد صادق توبتي ... حاشاك تطرد لائذا حاشاكا
أنا كنت يا ربي أسير غشاوة ... رانت على قلبي فضل سناكا
واليوم يا رب محوت غشاوتي ... وبدأت بالقلب البصير أراكا
ذقت الهوى مرّاً ولم أذق الهوى ... يا رب حلواً قبل أن أهواكا
* أيها المجتهد هذا ربيع جِدِّك، أيها الطالب هذه أوقات رِفدك، تيقظ أيها الغافل من سنة البطالة، تحفظ أيها الجاهل من شبه الضلالة، اغتنم سلامتك في قبرك قبل انقراض مدتك وعزم عدتك، وإزماع فوتك وانقطاع صوتك، وعثور قدمك وظهور ندمك؟ فإن العمر ساعات تذهب وأوقات تنهب، وكلها معدودة عليك، والموت يدنو كل لحظة إليك.
قال السري السقطي:"السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، وأنفاس العباد ثمرتها، فشهر رجب أيام توريقها، وشعبان أيام تفريعها، ورمضان أيام قطفها، والمؤمنون قطّافها".
هذه الأشهر الثلاث المعظمة كالجمرات الثلاث، فرجب كأول جمرة تحمي بها العزائم، وشعبان كالثانية تذوب فيها مياه العيون، ورمضان كالثالثة تورق فيها أشجار المجاهدات، وأي شجرة لم تورق في الربيع قطعت للحطب.
فيا منْ قد ذهبت عنه هذه الأشهر وما تغير أحسن الله عزاءك!
ياهذا:
لو قيل لأهل القبور تَمنَّواْ لتمنوا يوماً من رمضان، وأنت كلما خرجت من ذنوب دخلت في أخر، يا قليل الصفا إلى كم هذا الكدر، أنت في رمضان كما