قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها قالوا لمن هي يا رسول الله. قال: لمن أطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام"
تسعى بهم أعمالهم سوقا إلى ... الجنات سوق الخيل بالركبان
صبروا قليلا فاستراحوا دائما ... يا عزة التوفيق للإنسان
حمدوا التقى عند الممات كذا السرى ... عند الصباح فحبذا الحمدان
وحدت بهم عزماتهم نحو العلى ... وسروا فما نزلوا إلى نعمان
باعوا الذي يفنى من الخزف الخسيس ... بدائم من خالص العقيان
رفعت لهم في السير أعلام السعا ... دة والهدى يا ذلة الحيران
فتسابق الأقوام وابتدروا لها ... كتسابق الفرسان يوم رهان
إنها الجنة ... "ما حليت لأمة من الأم مثلما حُلِّيتْ لأمتنا هذه ومع هذا لا نرى لها عاشقا".
وأخو البصيرة حاضر متيقظ ... متفرد عن زمرة العميان
يسمو إلى ذاك الرفيق الأرفع ... الأعلى وخلّى اللعب للصبيان
إنها الجنة ...
لو كنت تعلم من خطبت ... ومن طلبت جعلت السعي منك لها على الأجفان
حور تزف إلى ضرير مقعد ... يا محنة الحسناء بالعميان (١)
إنها الجنة ... وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده، وجعلها مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير، وأودعها الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص.
فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران، وإن سألت عن سقفها
(١) انظر جمعي "شذا الريحان ذكر جنة الرحمن".