للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سوداء مظلمة شعثاء موحشة ... دهماء محرقة لواحة البشر

يا ويلهم تحرق النيران أعظمهم ... فالموت شهوتهم من شدة الضجر

ضجوا وصاحوا زماناً ليس ينفعهم ... دعاء داع ولا تسليم مصطبر

وكل يوم لهم في طول مدتهم ... نزع شديد من التعذيب والسعر

يا هذا يا صبيح الوجه: كم من وجه صبيح ولسان فصيح غدا بين أطباق النار يصيح.

وسيق المجرمون وهم عراة ... إلى ذات السلاسل والنكال

فنادوا ويلنا ويلا طويلا ... وعجوا في سلاسلها الطوال

فليسوا ميتين فيستريحوا ... وكلهم بحر النار صال

أخي: إنك قد جربت جلدك في الشوكة تدميه، في العثرة تؤذيه، في ضربة الشمس تؤثر فيه.... أحدنا يؤثر الظل على الشمس فما بالنا لا نؤثر الجنة على النار.

فيا عجبا ندري بنار وجنة ... وليس لذي نشتاق أو تلك نحذر

إذا لم يكن خوف وشوق ولا حيا ... فماذا بقي فينا من الخير يذكر

وليس لحر صابرين ولا بلى ... فكيف على النيران يا قوم نصبر

وفوت جنان الخلد أعظم حسرة على تلك فليستحسر المتحسر يا من يؤذيك حر الهجير ويأخذ بأنفاسك.... أما سمعت قول رسولك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لو كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون، وفيه رجل من أهل النار فتنفس فأصاب نفسه لاحترق المسجد بمن فيه" (١) .

يا جميل المحيا.. أما سمعت قول نبيك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ضرس الكافر، أو ناب الكافر، مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث" (٢) .


(١) "المطالب العالية" رقم (٤٦٦٧) .
(٢) رواه مسلم والترمذي والحاكم وابن حبان وأحمد عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>