للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصدق فيهم قول القائل:

وكنت امرءً من جند إبليس فارتقى ... بي الدهر حتى صار إبليس من جندي

فلو مات قبلي كنت أحسن بعده ... طرائق فسق ليس يحسنها بعدي

يقول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً، ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت! نعم أنت" (١) .

فكيف بمن فرّق يين الأمة وكتابها وسنة نبيها بالشبهات المضللة للطعن في الكتاب والسنة، من شياطين حرية الفكر والإباحية، كيف بمن يمكر بالأمة ليلاً ونهاراً بالدعوة للإباحية وشهوات الجسد المسعورة لفتنة رجال الأمة شباباً وكهولاً (ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا) [مريم: ٨٣] .

كيف بمن يبث تلفازهم السموم من أفلامه حتى إفطار الناس خاصة وقبل تراويحهم، ومسلسلاتهم النكدة التي تطعن في الثوابت من دين الأمة، بكل خضراء الدمن ممثلة زنديقة شوهاء؟

حديثها كذب محض حقيقته ... مأخوذة من أباطيل الغرانيق

تباع في كل سوق للضلال فلا ... تسألْ عن التاجرالكذاب والسوق

وعن سماسرة باعوا ضمائرهم ... وذوبوا العقل في نار الأباريق

تبدي خصالاً من الإيمان كاذبة ... وفي مشاعرها إحساس زنديق (٢)

وكل كذب إلى نهاية ولا يبقى إلا الحق يا شوهاء يا من تسَخَّر لإباحتيك الطائرات.. ويا من جسّدت العهر والزندقة في تمثيلك في رمضان:

لا الليلة الحمراء باقية ... لا الكأس لا العشاق لا الخمر

كم نجمة بالأمس قد سقطت ... واليوم لا حس ولا خبرُ


(١) رواه أحمد ومسلم عن جابر.
(٢) من قصيدة لعبد الرحمن العشماوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>