قال تعالى:(كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية)
قال مجاهد وغيره: نزلت في الصائمين.
من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله يرجو عنده عوض ذلك في الجنة ... من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً مما تركه.
فكيف بمن قلصت شفاهه عطشاً؟!
قال يعقوب بن يوسف الحنفي: بلغنا أن الله تعالى يقول لأوليائه يوم القيامة: يا أوليائي طالما نظرت إليكم في الدنيا وقد قلصت شفاهكم عن الأشربة، وغارت أعينكم، وجفت بطونكم، كونوا اليوم في نعيمكم، وتعاطوا الكأس فيما بينكم.
وقال الحسن: تقول الحوراء لوليّ الله وهو متكئ معها على نهر العسل تعاطيه الكأس: إن الله نظر إليك في يوم صائف بعيد ما بين الطرفين وأنت في ظمأ هاجرة من جهد العطش فباهى بك الملائكة وقال: انظروا إلى عبدي ترك زوجته وشهوته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي رغبة فيما عندي اشهدوا أني قد غفرت له فغفر لك يومئذ وزوجنيك.
* كان بعض الصالحين قد صام حتى انحنى وانقطع صوته فمات، فرآه بعض أصحابه الصالحين في المنام فسأله عن حاله فضحك وأنشد:
قد كسى حلة البهاء وطافت ... بالأباريق حوله الخدام
ثم حلى وقيل يا قاريء أرقه ... فلعمرك لقد براك الصيام
ياما خبأنا للصائمين:
أخي: من ترك لله في الدنيا طعاماً وشراباً وشهوة مدة يسيرة عوّضه الله عنده طعاماً وشراباً لا ينفد وأزواجاً لا يمتن أبداً" (١) .