للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال النووي في شرحه على "صحيح مسلم" (٣/٢٢٦) :

"معناه يكفر ذنوب صائمه في السنتين، قالوا: والمراد بها الصغائر".

قال المناوي في "فيض القدير" (٤/٢١١-٢١٢) :

"لأن يوم عرفة سنة المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويوم عاشوراء سنة موسى فجعل سنة نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تضاعف على سنة موسى في الأجر".

وقال: "المكفر الصغائر الواقعة في السنتين فإن لم يكن له صغائر رفعت درجته أو وقي اقترافها أو استكثارها وقول مجلي تخصيص الصغائر تحكم ردوه وإن سبقه إلى مثله ابن المنذر بأنه إجماع أهل السنة وكذا يقال فيما ورد في الحج وغيره لذلك المستند لتصريح الأحاديث بذلك في كثير من الأعمال المكفرة بأنه يشترط في تكفيرها اجتناب الكبائر".

وقال المناوي أيضاً (٦/١٦٢) :

"قال البلقيني: الناس أقسام: منهم من لا صغائر له ولا كبائر فصوم عرفة له رفع درجات، ومن له صغائر فقط بلا إصرار فهو مكفر له باجتناب الكبائر ومن له صغائر مع الإصرار فهي التي تكفر بالعمل الصالح كصلاة وصوم. ومن له كبائر وصغائر فالمكفر له بالعمل الصالح الصغائر فقط، ومن له كبائر فقط يكفر عنه بقدر ما يكفر من الصغائر".

استحباب الفطر للحاج بعرفة:

* عن أم الفضل بنت الحارث: "أن ناساً تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم. فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه" (١) .

* وعن ميمونة رضي الله عنها: "أن الناس، شكوا في صيام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم عرفة فأرسلت إليه بحلَاب وهو واقف في الموقف، فشرب منه والناس ينظرون" (٢) ، رواه: البخاري.

* وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "حججت مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلم يصمه -يعني


(١) رواه البخاري ومسلم وأبو داود ومالك.
(٢) رواه البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>