صوم رمضان واجب بالكتاب والسنة والإجماع وهو رابع أركان الإسلام الخمسة.
فأما الكتاب فقوله تعالى:(كتب عليكم الصيام) .
وأما السنة فقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بُني الإسلام على خمس" وذكر الصوم منها، وقوله للأعرابي
الذي سأله عن الواجب:"وصوم شهر رمضان" فقال: هل عليّ غيرها: قال: "لا إلا أن تطوّع".
وأما الإجماع فلم ينقل إلينا عن أحد من المسلمين القول بعدم وجوبه.
وأما من يجب عليه فهو: المسلم البالغ العاقل الصحيح الحاضر؛ لقوله تعالى:(فمن شهد منكم الشهر فليصمه) .
شهر رمضان:
قال ابنُ حجر (٤/١٢٤) : "قد ذكر أبو الخير الطالقاني في كتابه "حظائر القدس" لرمضان ستين اسماً".
قال ابن الجوزي في "التبصرة"(٢/٧١-٧٢) : "إنما سمي الشهر شهراً لشهرته في دخوله وخروجه، قاله النحاس. وأما أسماء الشهور فذكر أبو منصور الأزهري عن المفضل قال: "كانت العرب في الجاهلية تقول لرمضان ناتق، ولشوال وَعِل، وللمحرم مُؤتمر، ولصفر ناجِر، ولربيع الأول خُوّان، ولربيع الآخر بُصَّان، ولجمادي الأولى رُييّ، ولجماد الآخر حَنِين، ولرجب الأصمَّ، ولشعبان عاذل. قال: وكانت قبيلة عاد تسمي هذه الأشهر بهذا فلما نقلت العرب أسماء هذه الأشهر سمّوها بما وقعت فيه من الزمان.
قال ثعلب: سمي رمضان؛ لأن الإبل تَرْمض فيه من الحر، وسمي شوّال؛ لأن الألبان كانت تَشُول فيه أي: تذهب وتقل، وسمي ذو القعدة؛ لأنهم كانوا يقعدون فيه، وذو الحجة؛ لأنهم كانوا يحجون فيه، والمحرم؛ لتحريم القتال فيه، وصفر؛ لأنهم كانوا يطلبون القَطرِ فيه، يُقال صَفِر السقاء إذا خلا، وربيع لأنهم كانوا يربعون فيهما، وجُمادى؛ لأن الماء يجمد فيهما ورجب من التعظيم يقال: رجَّبه يرجِّبه إذا عظمه. وقال