للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من لم يبيت الصيام من الليل، فلا صيام له" (١) .

وقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له" (٢) .

مذهب كافة العلماء أنَّه لا يصح صوم إلا بنية، سواء أكان الصوم واجبًا أم تطوعًا (٣) .

وحجتهم أن الصوم عبادة محضة لا تتأدى إلا بالنية، والنصوص الدالة على لزوم النية للعبادات تشمل الصوم، هذا عدا النصوص المصرحة بإيجاب النية في الصوم.

وخالف الجمهور عطاء ومجاهد (٤) وزفر (٥) ، في حالة ما إذا كان الصوم متعينًا، بأن يكون الصائم صحيحًا مقيمًا في شهر رمضان، فهذا عندهم لا يفتقر إلى نية، وحجَّتهم أنَّ رمضان مستحقُّ الصوم يمنع غيره من الوقوع فيه، فهم لاحظوا أن الصوم في هذه الحالة متعين بصورته، ولا يحتاج إلى نيّة تميّزه. عن العادات أو تميز مراتبه، يقول الكاساني مبينا ما يمكن أن يحتجّ به لزفر:


(١) صحيح: رواه النسائي عن حفصة، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٦٥٣٥) .
(٢) رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٦٥٣٨) .
(٣) "بداية المجتهد" (١/٣٠٠) ، "المجموع" (٦/٣٣٦) ، وقد نقل ابن هبيرة الإجماع على وجوب النية في الصوم، "الإفصاح" (١/١٥٧) ، وليس الأمر كما قال.
(٤) هو مجاهد بن جبير أبو الحجاج المكي، تابعي مفسر من أهل مكة، قال فيه الذهبي: شيخ القراء والمفسرين، أخذ التفسير عن ابن عباس، وتوفي بمكة سنة (١٠٤هـ) ، وكانت ولادته سنهّ (٢١هـ) .
راجع: (تهذيب التهذيب (١٠/٤٠٢) ، (تذكرة الحفاظ ١/٩٢) ، (شذرات الذهب ١/١٢٥) ، (الكاشف ٣/١٢٠) ، (طبقات الحفاظ ص ٣٥) .
(٥) "المجموع" (٦/٣٦٦) ، "المحلى" (٦/١٦١) ، "بداية المجتهد" (١/٣٠٠) ، وقد ينقل بعضهم أن أبا حنيفة ممن يقول بذلك، وليس هذا بصواب، فأبو حنيفة يوجب النية في الصوم، إلا أنه يجوز إنشاءها من النهار كما ذكرنا في فصل "وقت النية".

<<  <  ج: ص:  >  >>