إذا المرء لم يلبس ثيابًا من التقى ... تقلب عريانا وإن كان كاسيًا
ويوصى الشاعر بترك زاد الدنيا بالصوم والحصول على زاد الآخرة وهو التقوى وذلك لقول الله عز وجل:(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) .
زاد بزاد ويا شتّان بينهما ... تقوى الإله بصوم الشهر تشريها
لا يصلح لمناجاة الملك في الخلوات إلاَّ من زيّن ظاهره وباطنه وطهرهما خصوصًا لملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى وهو لا ينظر إلى صوركم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.
فقر وصبر هما ثوبان تحتهما ... قلب يرى إلفه الأعياد والجمعا
أحرى الملابس أن تلقى الحبيب به ... يوم التزاور بالثوب الذي خلعا
الدهر لي مأتم إن غبتَ يا أملي ... والعيد ما كنت لي مرأى ومستمعا
(٦) الاعتكاف: ففي "الصحيحين""عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله".
وإنما كان يعتكف - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذه العشر التي يطلب فيها ليلة القدر قطعًا لإشغاله وتفريغًا للياليه وتخليًا لمناجاة ربه وذكره ودعائه، وكان يحتجر حصيرًا يتخلى فيها عن الناس فلا يخالطهم ولا يشتغل بهم" (١) .
فالمبادرة المبادرة إلى اغتنام العمل فيما بقى من الشهر فعسى أن يستدرك به ما فات من ضياع العمر.