للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد ذكر الصيادي -البغل المزركش كما كانوا يسمونه- أن الشيخ الرفاعي خرج إلى الحج ثم إلى المدينة، ومنذ خروجه من العراق إلى أن عاد إليها من الحج لم يأكل طعاماً قط، ولم يتناول جرعة ماء واحدة (١) .

وذكر أيضاً أنه بقي مرة نصف نهار لم يشرب ماء فوجد قدحاً على التنور وفيه ماء وسخ من غسل الأيدي، فقالت له نفسه: قد عذبتني نصف النهار بالعطش وتسقيني من هذا الماء الوسخ؟

فلما رأى منها هذا العتاب ألقى القدح من يده وأقسم أن لا يذيقها الماء سنة كاملة، وفعل ذلك (٢) .

ومع عدم الاقتناع بأن يبقى إنسان شيئاً يسيراً بلا ماء، فإن الظاهر أن سياق القصة مأخوذ من قصة أبي يزيد البسطامي مع الماء فإنه لا اختلاف بين القصتين بتاتاً (٣) .

وذكروا مثل هذه الكرامات لغير الرفاعي.

فالشيخ أبو رفاعة المهدي الرفاعي بقي أربعين يوماً متتالية لا يأكل ولا يشرب بل ولا ينام، ومع ذلك كله لم يغب عن أداء ما افترضه الله عليه (٤) .

وكذلك السيد ولي الله "السكران" أبو محمد اليعقوبي الرفاعي كان كثيراً ما يمكث الستة أشهر لا يأكل طعاماً ولا يشرب ماء (٥) .

ولقد ضرب الشيخ عثمان بن مروزة البطائحي الرفاعي الرقم القياسي في الامتناع عن الطعام والشراب، حيث بقي بلا طعام ولا شراب سبع سنين (٦) .


(١) "الكنز المطاسم في مدّ يد النبي لولده الغوث الرفاعي الأعظم" (ص ١٤، ١٨) .
(٢) "المعارف المحمدي في الوظائف الأحمدية، لعز الدين الصيادي الرفاعي (ص ٨٤) - مطبعة محمد أفندي.
(٣) "الرسالة القشيرية" (١٤) دار الكتاب العربي.
(٤) "ذخيرة المعاد في ذكر السادة بن الصياد" (ص ٢٢) ، و"جامع كرامات الأولياء" (٢/١٤٢) .
(٥) "إرشاد المسلمين" (ص ١١٧) .
(٦) "ذخيرة المعاد في ذكر السادة بني الصياد" (ص ٢٢) ، و"جامع كرامات الأولياء" (٢/١٤٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>