صلاح الذوق والجمال، ومعنى الصيام أنه هو الكف عن شهوات الطعام وسائر الشهوات الجسدية وقتاً من الأوقات.
وهذا هو الصيام الذي تدعو إليه الحاجة في تحقيق أغراض التربية النفسية والتربية الاجتماعية وسائر دروب التربية النافعة على حالة من الحالات:
١- فمن الصيام "ما يتقرر اليوم لتربية الأخلاق الفدائية في الجنود" ومن يؤدون عملاً يستدعي من الشجاعة ورياضة النفس على تقلبات الحياة ما تستدعيه أعمال الجنود الفدائيين.
وقد يستدعي عمل الجندي الفدائي أن يكف عن الطعام بضعة أيام، أو يستدعي أن يقبل الطعام الذي تعافه نفسه أيامًا، أو يستدعي أن يرفض الطعام الجيد المشتهى وهو حاضر بين يديه.
٢- ومن الصيام الذي ثبت لزومه في هذا العصر "صيام الرياضيين" وهم يملكون بإرادتهم زمام وظائفهم الجسدية، ويتجنبون كل طعام يحول بينهم وبين رشاقة الحركة أو يحول بينهم وبين الصبر على الحركة العنيفة والحركة تتعاقب على انتظام إلى مسافة طويلة من المكان أو من الزمان ولا يستطيعها من يجهل نظام الصيام ويروض نفسه وجسده على نوع من أنواعه طوال الحياة.
٣- ومن الصيام العصري "صيام التجميل" وقد يصبر عليه من لا يصبرون عادة على "صيام الرياضة النفسية"، أو "صيام الرياضة البدنية"، وقد يقضي على الصائم من الرجال والنساء أن يلتزم الحمية في تناول الغذاء المستطاب وإن يكن صالحًا للتغذية موفور الفائدة للبنية الحية، ولكنه يؤخذ بمقدار لا يزيد عليه من يحرص على الوسامة واعتدال الأعضاء.
٤- ومن الصيام الشائع في العصر الحديث "صيام الاحتجاج على الظلم" والتنبيه إلى القضايا والحقوق التي يهملها الظالمون، ولا يعطونها نصيبها لواجب من الفهم والعناية.
وهذه الأنواع من الصيام كلها صالحة لغرض من أغراض التربية العامة أو الخاصة يهتدي إليه أبناء القرن العشرين، ويعلمون منه أن الآداب الدينية تسبق