للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبالضم معنى اللقمة، وبالفتح الأكل مرة واحدة، قال: وهو الأشبه لأن الثواب في الفعل لا في الطعام.

قال الحافظ العراقي: ولو قيل: الأشبه هنا الضم لم يبعد لأن الفضل يحصل بلقمة ولا يتوقف على زيادة. انتهى، والقصد بهذا الحديث الحث على السحور والإعلام بأن هذا من الدين، وذلك لأن الله أباح لنا إلى الفجر ما حرّم عليهم من نحو أكل وجِماع بعد النوم، فمخالفتنا إياهم تقع موقع الشكر لتلك النعمة التي خصصنا بها.

قال ابن تيمية: "وفيه دليل على أن الفصل بين العبادتين أمر مقصود للشارع.

قال مالك: ولذلك كان أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يكرهون ترك العمل يوم الجمعة لئلا يصنعوا فيه كما فعل اليهود والنصارى في يوم السبت والأحد" (١) .

* وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون" (٢) .

قال شيخ الإسلام:

"وهذا نص في أن ظهور الدين الحاصل بتعجيل الفطر لأجل مخالفة اليهود والنصارى، وإذا كانت مخالفتهم سبباً لظهور الدين، فإنما المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين الله على الدين كله، فتكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد البعثة".

* وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار" (٣) .

* وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" (٤) خ، م، ت.


(١) "فيض القدير" (٤/٤٣٠) .
(٢) رواه الترمذي وأحمد بإسناد حسن قاله الألباني وقال: قد خرجناه في "التعليقات الجياد على زاد المعاد".
(٣) رواه أحمد عن إلى ذر وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٧٢٨٤) .
(٤) رواه البخاري ومسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>