للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* وفي كتابٍ آخر (١) أجاد فيه المحقق أيّما إجادة، وصنع له فهارس مبتكرة، تشهد بفقهه للكتاب، وإدراكه روحه وسره، وبلغت الفهارس التي صنعها ستة وعشرين فهرساً، ومع كل تلك الإجادة، وذلك النجاح، إذا به يفاجئنا في أول فهرس الأعلام بقوله: "وقد أسقطنا منه أسماء المترجمين" سبحان الله!! لماذا تسقط أسماء المترجمين من فهرس الأعلام؟ إن فهرس الأعلام يدلنا على مدى دوران العَلَم في الكتاب، والمترجمون في كتاب الطبقات هم أعلام الأعلام، فلماذا نضن عليهم أن يذكروا في فهرس الأعلام؟ أليسوا هم الأولى بأن تعرف مواضع دورانهم في الكتاب، أساتذة وشيوخاً، أو تلامذة وناشئين، أو أصحاب كتب مؤثرين، أو متأثرين؟!!

وهناك من يصنع فهرس الأعلام على النمط السليم الصحيح، ولكنه يكتفي بذكر رقم الصفحة التي ترجم للعلم فيها فقط دون غيرها من كل الصفحات التي ورد فيها العلم، يفعل ذلك عن عمد قائلاً: "اكتفيت بذكر الصفحة التي ترجمت فيها للعلم لأدلك على موضع الترجمة" يا سبحان الله!! وكأن الباحث يعجزه أن يمد يده لأي كتاب من كتب الطبقات أو التراجم ليقرأ فيه ترجمة العلم الذي يحتاج إلى ترجمته.

هذه بعض ملاحظات، لم نرد بها -علم الله- ذكر المعايب، فلا يتتبع المعايب إلا معيب، ولكنا أردنا أن نبرهن على صدق المعيار الذي وضعناه للإجادة في عمل الفهارس، وهو: أن يسأل صانع الفهرس نفسه: لماذا هذا الفهرس.

عن فهارس النهاية:

طالت صحبتنا لهذا الكتاب، وطال انقطاعنا ل [، على نحو ما وصفناه في موضع

آخر من خطبة الكتاب، فأحطنا به -فيما نقدِّر- وعرفنا مسالكه ودروبه، وأدركنا

أسراره، ومراميه، وتفتحت لنا -بحمد الله- مغاليقه، ولانت لنا مُعْوِصاتُه، ولذا

وضحت أمام أعيننا أنواعُ فهارسه، فكان منها ما استطعنا إنجازه، ومنها ما ضاق عنه

الوقت، وقصر عنه الجهد، فلم نستطع القيام به، ولكننا أحببنا أن نعرف بها، عسى أن

يَنْهد لها باحث، أو يتخذ أحد الدراسين واحداً منها أطروحةً لدرجة علمية]


(١) هو كتاب طبقات الشافعية للإسنوي، تحقيق الدكتور عبد الله الجبوري.