للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[باب صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء]

٢٣٥٢ - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صوم يوم عرفة كفارةُ السنة والسنة التي تليها، وصوم يوم عاشوراء كفارةُ السنة " (١). فقوله السنة التي تليها يحتمل معنيين: أحدهما - السنة التي قبلها، فيكون إخباراً أنه كفارةُ سنتين ماضيتين، ولا يمتنع حملُها على السنة المستقبلة، وكل ما يرد في الأخبار من تكفير الذنوب، فهو عندي محمولٌ على الصغائر، دون الموبقات.

وقيل: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم التاسوعاء، والعاشوراء، فيحتمل أنه لم يؤثر إفرادَ يومٍ بالصوم، ويحتمل أنه احتاط لمصادفة العاشر.

ثم لا يستحب للحاج أن يصوم يوم عرفة، وما كان النبي صلى الله عليه وسلم صائماً فيه في حجة الوداع، وتبين ذلك لأصحابه، بتناوله لبناً في قدحٍ وقتَ العصر، ومناولته سَوْدة أم الفضل بنت الحارث (٢)، ولعل السبب فيه أن لا يعجز عن الدعاء عشية عرفة، فلا يَعدِلُه فيما نظن دعاءٌ وذكرٌ في غيره.

...


(١) حديث صوم يوم عرفة، رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة والطبراني وابن حبان والبيهقي كلهم من حديث أبي قتادة الأنصاري (مسلم: الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء، ح ١١٦٢، أبو داود: الصوم، باب ما جاء في صوم الدهر تطوعاً، ح ٢٤٢٥، الترمذي: الصوم، باب ما جاء في الحث على صوم يوم عاشوراء، ح ٧٥٢، ابن ماجة: الصيام، باب صيام يوم عرفة، ح ١٧٣٠، باب صيام عاشوراء، ح ١٣٣٨، الطبراني في الكبير: ١٩/ ٤، ٥ ح ٦، ٨، ابن حبان: ح ٣٦٣٢، البيهقي: ٤/ ٢٨٣، ٢٨٦).
(٢) حديث شرب النبي صلى الله عليه وسلم لبناً يوم عرفة متفق عليه من حديث أم الفضل بنت الحارث، ومن حديث ميمونة (اللؤلؤ والمرجان: ٢/ ١٤ ح ٦٨٦، ٦٨٧).