للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[باب الحكم في الساحر والساحرة]

١٠٩٨٦ - السحر كائن، والشاهد له سورة الفلق، واشتمالها على الاستعاذة بالله من النفاثات في العقد، وقد ورد في الحديث: " أنه سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشط ومُشاطة، تحت راعوفة في بئر ذَرْوان " (١) والقصة مشهورة. وقوله تعالى: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة: ١٠٢]. وفي بعض الألفاظ: " أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: السحر حق " (٢) وروي أنه قال: " العين حق تدخل الجمل القدر والرجل القبر " (٣).

ثم تكلم الفقهاء في تعلم السحر، وقالوا: إنه ليس بكفر إذا لم يعتقد المرء ما يوجب كفراً، والقول فيما يوجب الكفر وما لا يوجبه لا يليق بهذا الفن، ثم قالوا: هل يكره تعلم السحر لطلب الإحاطة به تشوّفاً إلى مدارك العلوم؟ وقد يخطر


(١) حديث: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر في مُشْطِ ومُشَاطة ... " جزء من حديث عائشة المتفق عليه في قصة سحر لبيد بن الأعصم اليهودي للنبي صلى الله عليه وسلم (البخاري: الطب، باب هل يستخرج السحر، ح٥٧٦٥، مسلم: السلام، باب السحر، ح٢١٨٩). هذا (والراعوفة) صخرةٌ تترك في أسفل البئر إذا احتفرت تكون هناك ليجلس عليها المستقي حين التَّنقية، أو تكون على رأس البئر يقوم عليها المستقي. (القاموس: ر. ع. ف).
(٢) حديث " السحر حق "، لم نقف عليه.
(٣) حديث " العين حق تدخل الجمل القدر والرجل القبر " أخرجه أبو نعيم في الحلية (٧/ ٩٠)، والخطيب في تاريخه (٩/ ٢٤٤)، وأبو بكر الشيرازي في (سبعة مجالس من الأمالي: ٨/ ٢) من حديث جابر، وقد ضعفه السخاوي في المقاصد، وحسّنه الألباني في الصحيحة.
وحديث (العين حق) بدون هذه الزيادة متفق عليه من حديث أبي هريرة، وسيأتي قريباً (البخاري: الطب، باب العين حق، ح٥٧٤٠، مسلم: السلام، باب الطب والمرض والرقى، ح٢١٨٧). وانظر المقاصد الحسنة للسخاوي: ٤٧٠ ح٧٢٦، السلسلة الصحيحة: ٣/ ٢٥٠ ح١٢٤٩.