١١٠٤١ - الحد في اللغة: المنع، ومنه سُمي البواب حداداً، وحدود الأشكال أطرافها؛ لأنها فواصل يُمنع بها اختلاط المحدود بغيره، ولما نزل قوله تعالى:{عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ}[المدثر: ٣٠] أبدى المنكرون هراء، وقالوا: لم نسمع بهذه العِدّة في الحدَّادين، أي في البوابين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تقاس الملائكة بالحدَّادين "، فأرسله مثلاً (١). ومنه سميت العبارات عن الحقائق حدوداً، وبه يسمى الحديد حديداً لامتناعه عن تولّج شيء فيه، والحدّ مصدر حدّ يحُد ولا يجمع، وهو اسم للعقوبة المقامة على مستوجبها، فإن جُعل اسماً جُمع حدوداً، وهي مأخوذة من المنع، فإنها زواجر عن ارتكاب الموبقات.
١١٠٤٢ - ثم الحدود في قواعدها ثلاثة أصناف؛ الجلد، والقطع، والقتل.
وأما الجلد؛ فيقع حداً في الزنا، والشرب، والقذف. فحد الزنا مائة جلدة مع التغريب، كما سيأتي الوصف عليه، وحد الشرب على أصل المذهب أربعون جلدة، وحد القذف ثمانون. وحد الزنا والشرب لله عز وجل، وحد القذف للمقذوف.
والعبد في الحدود الواقعة في الجلد على النصف من الحر.
وأما القطع فحد السرقة، وحد قطع الطريق، وهما لله تعالى، والعبد والحر فيهما بمثابة.
وأما القتل فينقسم إلى الرجم والقتل، فأما الرجم، فحد المحصن في الزنا.
(١) حديث " لا تقاس الملائكة بالحدادين " لم نقف عليه على أنه من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل المشهور في كتب الأمثال وغريب الحديث نسبة هذا القول إلى الصحابة، والمثل مشهور بلفظ " تقيسُ الملائكة بالحدادين! " (ر. غريب الحديث لابن الأثير، جمهرة الأمثال: ١/ ٢١٧ رقم ٣٧٢ ومجمع الأمثال: ١/ ٩٠).