للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[باب ما له لبسه وما ليس له]

١٥٦٠ - ذكر في الباب جواز المبارزة، وهذا من كتاب السيَر، وذكر فصلاً فيما يحل لُبسه، وفيما يحرم لُبسه (١).

وغرض الفصل أنه يحرم على الرجال لُبس الحرير، وهو حلال للنساء، وفي الخبر أنه صلى الله عليه وسلم خرج وعلى إحدى يديه قطعة ذهب، وعلى الأخرى قطعة حرير، وقال: "هما حرامان على ذكور أمتي حل لأناثهم" (٢).

فيحرم على الرجال لبس الحرير في حالة الاختيار، والقزُّ من الحرير وإن كان كَمِدَ (٣) اللون باتفاق الأصحاب، فيحرم لُبسه على الرجال.

وقال العراقيون في الثياب المنسوجة من الحرير والغزل: إن كان الحرير أكثر، حرُم لُبسه، وإن كان أقل، حلّ؛ فإن استويا في المقدار، فعلى وجهين، وقال شيخي وطوائفُ: النظر في ذلك إلى الظهور؛ فإن لم يظهر من الحرير شيء، لَبسه، كالخز الذي سَداه إبريسم، ولكنه لا يظهر. وإن ظهر الإبريسم، حرمنا اللُّبسَ، وإن كان قدره في الوزن أقل.


(١) ر. المختصر: ١/ ١٤٨.
(٢) حديث "تحريم لبس الحرير والذهب على الرجال"، روي عن أبي موسى الأشعري، بهذا اللفظ عند الترمذي، وصححه، وروي عن علي بن أبي طالب، عند أحمد في المسند، وأبي داود، والنسائي، وابن ماجة، وابن حبان. (ر. تلخيص الحبير: ١/ ٥٢، ٥٣، ٥٤، ح ٥١، وأبو داود: اللباس، باب في الحرير للنساء، ح ٤٠٥٧، وصحيح أبي داود: ٤٣٢٢، والترمذي: اللباس، باب ما جاء في الحرير والذهب للرجال، ح ١٧٢٠، والنسائي: الزينة، باب تحريم الذهب على الرجال، ح ٥١٤٤، وابن ماجة اللباس، باب لبس الحرير والذهب للنساء، ح ٣٥٩٥).
(٣) من كَمِد الشيء يكمَد، كَمَداً: تغير لونه، وكَمِدَ الثوب: أخلق، فتغير لونه. (معجم).