للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[باب الوليمة والنثر]

قال الشافعي: " والوليمة التي تعرف وليمة العُرس ... إلى آخره " (١).

٨٥٥٨ - أبان أن الوليمة تنطلق على كل مأدبة في إملاكٍ، أو نفاسٍ أو خِتان، أو حادثِ سرور، ولكنها شُهرت بما يتخذ في العرس، وقد روي: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك الوليمة في حضر ولا سفر " (٢). وروي " أنه أولم على صفية بسويق وتمر في السفر " (٣) ودخل عليه عبدُ الرحمن بنُ عوف وعلى ثوبه أثر الصفرة فقال: " مَهْيَم ". وهذه كلمة تستعمل في [الاستفهام] (٤) رآها البصريون من الأصوات كصه، ومه، وحيهلا، [وهيهات] (٥)، وقال الكوفيون معناه: ما هذا؛


(١) ر. المختصر: ٤/ ٣٩.
(٢) حديث "أنه صلى الله عليه وسلم ما ترك الوليمة في حضر ولا سفر" لم نصل إلى حديث بهذا اللفظ، ولكنه مأخوذ من عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته حيث أولم في السفر على صفية كما ذكر الإمام، ووفيناه بذكر روايته في التعليق الآتي بعد هذا مباشرة.
(٣) حديث " أنه أولم على صفية بسويق وتمر " رواه أحمد: ٣/ ١١٠، وأبو داود: كتاب الأطعمة، باب في استحباب الوليمة عند النكاح، ح ٣٧٤٤، والترمذي: كتاب النكاح، باب ما جاء في الوليمة، ح ١٠٩٥، والنسائي الكبرى: كتاب الوليمة، باب الوليمة في السفر، ح ٦٦٠١، وابن ماجة: كتاب النكاح، باب الوليمة، ح ١٩٠٩، وابن حبان: ٦/ ١٤٦، ح ٤٠٥٢. وكلهم من حديث أنس، وفي الصحيحين عن أنسٍ أيضاً " أنه صلى الله عليه وسلم جعل وليمة صفية ما حصل من السمن والتمر، والأقط. (ر. البخاري: كتاب النكاح، باب البناء في السفر، ح ٥١٥٩، ومسلم: كتاب النكاح، باب فضيلة إعتاقه أمته، ثم يتزوجها، ح ١٣٦٥، وانظر تلخيص الحبير: ٣/ ٣٩٤، ح١٦٨٧).
(٤) مكان بياضٍ بالأصل. و" مَهْيَمْ " بميم مفتوحة، فهاءٌ ساكنةٌ بعدها، فمثناة تحتية مفتوحة، بعدها ميم. ومعناها: ما حالك؟ وما شأنك؟ وما وراءك، فهي للاستفهام. (المعجم).
(٥) في الأصل: وسهات.