للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[كتاب التفليس]

٣٧٨٩ - التفليس والإفلاس في أصل اللسان، يعبر بهما عن الانتهاء إلى غاية الضُّر في المسكنة. وقول القائل: أفلس فلان، معناه انتهى بضرورته إلى فلوسه، ولم يبق له مال يُرمق. وقول القائل: أفلس، معناه وصل إلى الفلوس. وهو على مذهب العرب، إذا قالت: أسهل زيدٌ، وأحزن عمرو، إذا انتهيا إلى السهل والحَزْن.

والتفليس اكتساب المفلس نعتَ إفلاسه.

٣٧٩٠ - والذي نصدِّر به الكتابَ أن من قلّ مالهُ، وكثرت ديونه، فللقاضي أن يحجر

عليه، لأجل غرمائه إذا استدعَوْا ذلك منه، ويستفيدون باستدعاء الحجر قصرَ يده عن التصرفات في ماله؛ حتى تُصرفَ أموالُه إلى جهات ديونه، والأصل في جواز ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه حجر على معاذ بن جبل رضي الله عنه، وباع عليه ماله في ديونه" (١)، وعن عمر بن الخطاب أنه قال في أثناء الخطبة: "ألا إن الأُسَيْفعَ، أُسيْفِع جهينة، رضي من دِينه وأمانته بأن يقال: سبق الحاجَّ، فادّان معرضاً (٢)، فأصبح وقد [رين] (٣) به، وإنّا بائعو ماله غداً، فمن كان له عليه حق فليحضر" (٤).


(١) حديث الحجر على معاذ: قال في البدر المنير: " هذا الحديث صحيح " وأخرجه الدارقطني: ٤/ ٢٣٠، والحاكم: ٢/ ٥٨ - ٣/ ٢٧٣، والبيهقي: ٦/ ٤٨، ورواه أبو داود في المراسيل، وانظر التلخيص: ٣/ ٨٦ ح ١٢٤٤.
(٢) مُعرضاً: أي متوسعاً في الدين، من أعرض في الشيء إذا توسع فيه.
(٣) في الأصل: دين. ورين به (بالراء): وقع فيما لا طاقة له به، ولا يستطيع الخروج منه (معجم).
(٤) حديث عمر في أُسيفع جهينة رواه مالك في الموطأ بسند منقطع: ٢/ ٧٧٠ الوصية، ووصله الدارقطني في العلل: ٢/ ١٤٧، وانظر التلخيص: ٣/ ٩١ ح ١٢٥٠.