للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[باب طول القراءة وقصرها]

قال الشافعي: "يقرأ في صلاة الصبح بعد أم القرآن بطوال المفصَّل، وفي الظهر شبيهاً بالصبح، وفي العصر نحو ما يقرأ في العشاء، وفي المغرب بقصار المفصل" (١).

١٠٤٥ - وفي كلام الشافعي ما يشير إلى أن الأوْلى في قراءة الصبح طوال المفصل، وفي المغرب القصار، وفي الظهر والعصر والعشاء الأوساط، ولعل السبب فيه أن وقت الصبح طويل، والصلاة ركعتان، فحسنٌ تطويلهما، ووقت صلاة المغرب ضيق؛ فشرع فيها القصار، وأوقات صلاة الظهر والعصر والعشاء طويلة، ولكن الصلوات كاملة الركعات، [فقد اجتمع في الصبح سعة الوقت، ونقصان الركعات] (٢) فاقتضى ذلك تطويل القراءة، وقِصَرُ وقت المغرب يقتضي [تقصير القراءة، وسعة الوقت في الصلوات الثلاث يقتضي التطويل] (٣)، وكمالها بالركعات يعارض ذلك، فترتب عليه التوسط (٤).

قال ابن عباس: "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح يوم الجمعة، فقرأ في الركعة الأولى سورة السجدة {الم (١) تَنْزِيلُ} [السجدة: ١، ٢] وفي الثانية: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} [الإنسان: ١]، وقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة، والسورة التي فيها ذكر المنافقين" (٥). وعن جابر بن سَمُرَة قال: "قرأ رسول الله


(١) ر. المختصر: ١/ ٩٢.
(٢) زيادة من (ت ١) حيث سقط من كل النسخ.
(٣) زيادة من (ت ١).
(٤) آخر الخرم في (ت ٢). وهو ورقة كاملة.
(٥) حديث ابن عباس عن قراءة (السجدة) و {هَلْ أَتَى}. رواه مسلم بتمامه: الجمعة، باب ما يقرأ في الجمعة، ح ٨٧٩، وأبو داود: الصلاة، باب ما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة، ح ١٠٧٤، ١٠٧٥، والنسائي: الجمعة، باب القراءة في صلاة الجمعة، =