للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويجلس، ويبتدىء الخطبة الثانية، ثم يُلْحِف في الدعاء، ويحمل الناسَ عليه، ويستقبل القبلة ويستدبر الناسَ الحاضرين، ويدعو سراً وجهراً، هكذا رواه عبد الله بن زيد الأنصاري (١) صاحب الأذان.

ثم في الرواية أنه كما تحوّل صلى الله عليه وسلم إلى القبلة، يحول رداءه، كما سنصفه، ورأى العلماء أن ذلك كان تفاؤلاً، في تحويل الحال من الجدب إلى الخصب (٢)، وكان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل (٣).

ثم الذي نص عليه الشافعي في الجديد أنه يقلب أسفل الرداء إلى الأعلى، والأعلى إلى الأسفل، ويقلب ما كان من جانب اليمين إلى جانب اليسار، وما كان من جانب اليسار إلى جانب اليمين، وهو في ذلك يقلب ما كان يلي البدن إلى الظاهر، وما كان ظاهراً إلى ما يلي ثياب البدن، فيحصل ثلاثة أوجه من القلب والتحويل.

ونص في القديم على أنه يكتفَى بنقل ما على الكتف الأيسر إلى الأيمن، ونَقْل ما كان على الأيمن إلى الأيسر، فيحصل نوعان من القلب: أحدهما - من الكتف إلى الكتف، والآخر - قلب الظاهر إلى الباطن، ولعل الشافعي اعتمد في ترك قلب الأسفل إلى الأعلى ما روي "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتصر على ذلك"، ولكن الشافعي في الجديد ذكر سببه، فقال: كانت عليه خميصة، فثقلت عليه لما حاول


= كلهم ثقات، وذكره الألباني في ضعيف ابن ماجة. (ر. ابن ماجة: إقامة الصلوات، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء، ح ١٢٦٨، والبيهقي: ٣/ ٣٤٧، ومسند أحمد: ٢/ ٣٢٦، وخلاصة البدر المنير: ١/ ٢٥٠ ح ٨٦٥).
(١) حديث عبد الله بن زيد متفق عليه (ر. اللؤلؤ والمرجان: ١/ ١٧٣ ح ٥١٥، وصحيح مسلم: كتاب صلاة الاستسقاء، ح ٨٩٤، وبلفظ مسلم (تقريباًً) ساقه إمام الحرمين، وانظر البخاري: كتاب الاستسقاء، ١٠٠٥، وخلاصة البدر المنير: ١/ ٢٤٧ ح ٨٥٤).
(٢) قال الحافظ: "روى الحاكم من حديث جابر ما يدل لذلك ولفظه: "استسقى وحول رداءه ليتحول القحط". وفي الطوالات للطبراني من حديث أنس بلفظ: "وقلب رداءه لكي ينقلب القحط إلى الخصب" ا. هـ (ر. التلخيص: ٢/ ٢٠٤ ح ٧٢٧، الحاكم: ١/ ٣٢٦).
(٣) حديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب الفأل، متفق عليه من حديث أنس (ر. اللؤلؤ والمرجان: السلام، باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم، ح ١٤٣٧، التلخيص: ٢/ ٢٠٥ ح ٧٢٨).