للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[ظاناً] (١) أن الأداء متتابع، وهذا غلط؛ فإن ما تخيله من التتابع في الأداء تواصل الأوقات، وليس تتابعاً راجعاً إلى صفة العبادة، بدليل أن من أفطر اليوم الأخير من رمضان، لم يلزمه قضاء ما تقدم عليه، بخلاف الصيام المتتابع في الكفارة شرعاً، أو الصوم الذي نذر الناذر التتابعَ [فيه] (٢).

فصل

قال: " وأحب للصائم أن ينزه صيامه ... إلى آخره " (٣).

٢٣٤٨ - ظاهر التكليف في الصوم متعلق بالإمساك والنية، ولكن المقصود غضُّ الهوى حتى تقوى النفس على التقوى، ولو كُلِّف الخلق هذا المقصودَ تصريحاً، لما استقل به الأكثرون. وهذا من لطائف الشريعة، وكلّفوا ما يفضي إلى طرفٍ من التقوى في الغالب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصوم جُنّة، وحصن حصين، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يفسق، وإن شاتمه رجل، فليقل: إني صائم " (٤) ومعنى الحديث أن [يحدّث] (٥) نفسه بصومه، حتى يزجره ذلك عن المشاتمة؛ إذ لا معنى لذكر الصوم لمن شاتمه.


(١) بياض بالأصل.
(٢) مزيدة من (ط).
(٣) ر. المختصر: ٢/ ٢١.
(٤) حديث: " الصوم جنة " جزء من حديث أبي هريرة المشهور والمتفق عليه " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام ... " وله في الصحيحين طرق وألفاظ، ليس منها (حصن حصين)، وبهذا اللفظ رواه أحمد في مسنده: ٢/ ٤٠٢، قال الهيثمي في المجمع: إسناده حسن: ٣/ ١٨٠، وكذا حسنه المنذري في الترغيب والترهيب: ٢/ ٨٣، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: ٣٨٨١. (البخاري: الصوم، باب فضل الصوم، ح ١٨٩٤، مسلم: الصيام، باب فضل الصيام، ح ١١٥١ (١٦٣)).
(٥) في الأصل، (ك): يجرّب.