للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه الأدهان الشيرج، ثم إن السمسم يمزج بالورد والبنفسج وغيرهما، حتى يتروّحَ بها عن مجاورة، ثم يعتصر السمسم؛ فإذاً هو شيرج محض، واكتساب الروائح بالمجاورات لا تمنع صحة السلم.

وعد العراقيون خل التمر والزبيب من المختلطات التي يجوز السلم فيها، وزعموا أن المقدار المعتبر من الزبيب يدرك بقوة الخل وضعفه، والمقصود من الخل حموضته ونفاذُه وحدّتُه، وهذا يقصد منه كما يقصد من الخل من العنب.

وزعموا أن مُدركَ العِيان يبيّن ما يعتبر من الإبريسم والغزل في العتَّابي؛ فإن لهذا الجنس رونق (١) إذا كان الإبريسم فيه على الحد المقصود، لا يخفى دركُه على أهل البصائر كما ذكروه.

وما أشار إليه العراقيون وإن كان كلاماً (٢)، فلا نقنع بمثله في التوقي من الغرر في أبواب السلم.

هذا ما أردناه في المختلطات.

٣٤٩١ - ثم ذكر السلم في اللِّبأ (٣) والرائب. وهو شائع؛ فإنّ المسلمَ فيه مضبوط، وقد يُعرض اللِّبأ على النار عَرضةً خفيفة، ولا اعتبار بها، ولذلك صححنا السلم في الفانيذ والسكر، وإن تردد الأصحاب في جواز بيع السكر بالسكر، وذكرنا الميز بين البابين في المقصودين.

وذكر بعض المعتمدين تردداً في السلم في الدبس قدمنا ذكره.

ثم ذكر أن من أصحابنا من نزل السكر والفانيذ في باب السلم منزلتهما في بيع الأعيان.

وقد اختلف أصحابنا في بيع السكر بالسكر، والفانيذ بالفانيذ. فهذا القائل


(١) كذا في النسخ الثلاث. والصواب النصب اسماً لإن.
(٢) كذا. ولعل هنا إيجازاً بالحذف، تقديره: كلاماً مشهوراً.
(٣) اللِّبَأ وزان عنب أول اللبن عند الولادة. (المصباح).