للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نهاره، فروي أنه فعل ذلك، فوجد فيما جرى له في يومه تسعيره على حاطب، فندم وأتاه في جوف الليل، وقال له: " إن الذي قلتُ ليس بعزيمة ولا قضاء، وإنما هو شيء أردت به الخير لأهل البلد، فحيث شئت، فبع، وكليف شئت، فبع ".

فصل

٣٥٠٩ - روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الجالب مرزوق، والمحتكر ملعون " (١) وقال عليه السلام: " من احتكر طعاماً أربعين يوماً يقصد به الغلاء على الناس برئت منه ذمة الله " (٢).

والجالب هو الذي يجلب الطعام إلى البلد وقتَ الضيق والغلاء ليوسع على المسلمين، وهو على مضادة المحتكر؛ فإن المحتكر هو الذي يحبس الطعام حتى تزداد الأسعار غلاءً وارتفاعاً.

ثم قال الأصحاب: المحتكر الذي يلحقه اللعن والوعيد صاحب مال يشتري الطعامَ ويحبسه، ولا [يتركه] (٣) حتى يشتريه المساكين والضعفاء.

فأما من يشتري الطعام في وقت الرخص وكساد الأسواق، ويحبسه ليبيعه إذا غلا، فلا بأس؛ فإن أصل احتكاره وتربّصه كان في رخاء الأسعار، حيث لا ضرار، وربما يكون ما ادخره قائماً مقام الذُّخر للناس، ولولا ادخاره، لكان يضيع، ويتفرق.


= والحديث صححه ابن الملقن في البدر المنير: ٦/ ٥٠٨، وانظر التلخيص: (٣/ ٣٠ ح ١١٦٠).
(١) حديث: "الجالب مرزوق" رواه ابن ماجة: التجارات، باب الحكرة والجلب، ح ٢١٥٣، والحاكم: ٢/ ١١، والدارمي: ح ٢٥٤٤، وعبد بن حميد، وأبو يعلى، والعقيلي في الضعفاء من حديث عمر، قال الحافظ: بسند ضعيف. (ر. التلخيص: ٣/ ٢٩ ح ١١٥٨).
(٢) حديث: " من احتكر طعاماً ... " أحمد: ٢/ ٢٣، الحاكم: ٢/ ١١، ١٢، وابن أبي شيبة: ٦/ ١٠٤، والبزار (كشف الأستار: ح ١٣١١)، وانظر: التلخيص: (٣/ ٣٠ ح ١١٥٩).
(٣) في الأصل و (ص): ينزل.