للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٨٦٨٢ - وإن نشبت خصومة بين الزوجين، وأشكل الأمر، فلم ندر من (١) الظالم منهما؟ وكان الزوج لا يصفح، والمرأة لا تفتدي، واشتبه حال الزوجين، فهذا موضع بعثة الحكمين، فيبعث الإمامُ حكمين عدلين حَكَماً من أهله، وحَكَماً من أهلها، حتى يخلوَ كل واحد من الحَكَمين بصاحبه، فيستطلعَ رأيه، ويعرفَ مكنونَ غرضه، ورغبته في صاحبه أو عنه، ثم [يلتقيان] (٢)، ويُثبتُ كلُّ واحد ما عنده؛ وإنما استحببنا أن يكونا من الأهلين؛ لأن انبساطهم أكثر، واطلاعهم على حقائق الأمور أمكن.

فهذا تصوير بعثة الحكمين.

والأصل في الباب نص الكتاب لقوله تعالى: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: ٣٥]، [وفي الآية] (٣) وجهان من التأويل. قيل: معناه إن [يُرد] (٤) الزوجان إصلاحاً، يوفق الله بينهما.

وقيل: معناه إن يُرد الحكمان إصلاحاً وجرَّدا قصدَهما في ذلك يوفق الله بين (٥) الزوجين ببركةِ قصدِهما. وهذا ما فهمه عمرُ من الآية (٦)، فروي أنه بعث حكمين فرجعا، وقالا: لم يتم الأمر بينهما، فَعَلَاهُمَا بالدِّرةِ وقال: "الله أصدقُ منكما، لو أردتما إصلاحاًً، لوفَّق الله"، فرجعا واعتقدا إصلاحاً، فلما بلغا مكانهما، كانا قد أغلقا الباب [وتلاوما] (٧) واصطلحا (٨).

٨٦٨٣ - ثم [إن] (٩) اتفق التئام الحال واصطلاح الزوجين، فذاك.


(١) في الأصل: أن.
(٢) غير مقروءة في الأصل، لذهاب معظم حروفها، وقدرناها على ضوء السياق.
(٣) زيادة اقتضاها السياق.
(٤) في الأصل: يريد.
(٥) في الأصل: يوفق الله ذلك بين الزوجين.
(٦) في الأصل: الأئمة.
(٧) مكان كلمة ذهب بها التصوير من طرف السطر.
(٨) أثر عمر رضي الله عنه لم نصل إليه.
(٩) زيادة من المحقق اقتضاها السياق.