للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلى الله عليه وسلم: مسح على خفَّيه" (١).

٣٩٧ - ثم الباب مصدّر بذكر مدة المسح.

فالذي صار إليه معظم الفقهاء أن مدة المسح تتأقت، فهو في حق المقيم يومٌ وليلة، وكذلك في حق المسافر سفراً قصيراً، وفي حق المسافر سفراً طويلاً، ثلاثة أيام ولياليهن.

ثم يجب نزع الخف، وراء المدة على ما سيأتي مشروحاً - إن شاء الله عز وجل.

وقال مالك (٢): يمسح المقيمُ والمسافرُ ما بدا لهما، ما لم يلزمهما الغُسل؛ فإنه يجب إذ ذاك النزع. وهذا قولُ الشافعي في القديم. وشهد له أخبار: منها حديث خزيمة، قال: "رخّص رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسافر أن يمسح ثلاثة أيام، ولو استزدناه، لزادنا" (٣). وروي عن أُبي بن عمارة، وهو كان ممن صلّى إلى القبلتين قال: قلت: يا رسول الله أنمسح على الخف يوماً وليلةً؟ قال: نعم، قلت: يومين وليلتين؟ قال: نعم، قلت: ثلاثة أيامٍ؟ قال: نعم، وما شئت (٤)، وهذه الألفاظ مشكلة، وقد صححها مالك.


(١) حديث أنه صلى الله عليه وسلم مسح على خفيه، متفق عليه من حديث جرير بن عبد الله، وحديث المغيرة بن شعبة. (اللؤلؤ والمرجان: ١/ ٦٢ ح ١٥٥، ١٥٧).
(٢) ر. الإشراف: ١/ ١٣٢، مسألة: ٥٦، حاشية العدوي: ١/ ٢٠٦، الشرح الصغير: ٢/ ١٥٢، جواهر الإِكليل: ١/ ٢٤.
(٣) حديث خزيمة بن ثابت رواه أبو داود، وبسياقة إِمام الحرمين، ورواه ابن ماجة بلفظ: "ولو مضى السائل على مسألته، لجعلها خمساً"، ورواه ابن حبان باللفظين جميعاًً، ورواه الترمذي وغيره بدون الزيادة. وصححه الألباني بزيادته. (ر. تلخيص الحبير: ١/ ١٦١ ح ٢١٩، أبو داود: الطهارة، باب التوقيت في المسح، ح ١٥٧، وصحيح أبي داود للألباني: ١/ ٣٢ ح ١٤٢، والترمذي: الطهارة، باب المسح على الخفين للمسافر والمقيم، ح ٩٥، وابن ماجة: الطهارة، باب ما جاء في التوقيت في المسح للمقيم والمسافر، ح ٥٥٣، وابن حبان: ٤/ ١٥٨ ح ١٣٢٩).
(٤) حديث أبي بن عمارة، أخرجه أبو داود، وابن ماجة، والدارقطني، والحاكم في المستدرك، والحديث فيه ضعف، (ر. أبو داود: الطهارة، باب التوقيت في المسح، ح ١٥٨، وضعيف أبي داود للألباني ح ٢٨، ابن ماجة: الطهارة، باب ما جاء في المسح بغير توقيت، ح ٥٥٧، الدارقطني: ١/ ١٩٨، مستدرك الحاكم مع تعليق الذهبي: ١/ ١٧٠، تلخيص الحبير: ١/ ١٦١ ح ٢٢٠).