للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اتضح العظم منه، فموضِحة، وهذه المواضع إذا عمرتها (١) [استبنت] (٢) العظمَ في محل العَمْر، وما ينطبق عليه صدفة الأذن عظمة صلبة تسمى الخُششاء، كل ذلك محل الإيضاح، وليس من الرأس في أحكامٍ [كالستر] (٣) على المحرم، ومحل المسح من الرأس، وإذا تعدى تصور الإيضاح إلى الوجه والوجنة واللِّحى، فما ذكرته إشكال، ومحل الإيضاح من الوجه بيّن: [منه] (٤) الوجنة والجبينان، [والجبهة] (٥)، وقصبة الأنف، واللحيان [في جهة] (٦) المقابلة [ومن جهة تحت] (٧)، فهذا بيان محل الموضحة تفصيلاً وضبطاً.

وأما الرقبة نفسها، فالعظم الخصِّيص بها فقراتٌ يحيط بها الحلقوم، والمريء، والأوداج، من جهة المقابلة، والأعصاب والشجاج من جهة الفقار، ولا تعلق بوضوح العظم منها [أرش] (٨) مقدّر كسائر عظام البدن.

وإنما خص الشارع [بتقدير] (٩) الأرش شجات الرأس -فيما نظن- لأنها المنظر ومحل الجمال، ومجمع المحاسن، والشَّيْنُ عليها ظاهر [الوقع] (١).

هذا كافٍ في بيان المحل.


(١) كذا. ولم أجد لهذا الفعل معنى يستقيم هنا إلا إذا أخذنا من (العَمْرة) وهي كل شيء يُغطَّى به الرأسُ من عمامة وقلنسوة ونحوهما، فيكون المعنى: إن هذه المواضع من الرأس هي التي تسترها العمامة ونحوها.
(٢) في الأصل: "استثنت". والمثبت من المحقق إكمالاً للمحاولة في إقامة العبارة.
(٣) في الأصل: "كاليسير".
(٤) في الأصل: "منها".
(٥) في الأصل: "والوجنة". وهو سبق قلم.
(٦) في الأصل: "فوجهه". والمثبت من كلام الغزالي في البسيط.
(٧) في الأصل: "من جهة تجب" وزيادة الواو والتعديل من عمل المحقق. والمعنى أن اللحيين من الوجه سواء من جهة المقابلة أو من أسفل، ونص على (تحت)؛ لأن الوجه هو ما به المقابلة.
(٨) زيادة اقتضاها السياق.
(٩) في الأصل: "ـ ـر ـر" كذا بدون نقط.
(١٠) في الأصل: "طاهر لوقع".