للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصحة القسمة في دار الحرب. والكلام في أن الأُجَرَاء والتجار والأسرى هل يستحقون السهمَ إذا حضروا الوقعة. وقد تقصينا جميع ذلك على أبلغ الوجوه في البيان.

فصل

قال: " ولهم أن يأكلوا ويعلفوا دوابهم ... إلى آخره " (١).

١١٣٢٥ - طعام المغنم فوضى (٢) بين الغانمين، ينبسطون فيه على حسب الحاجة، ولا يوقف على القسمة، والأصل في الفصل ما روي عن عبد الله بن أبي أوفى أنه قال: " كنا نأخذ من طعام المغنم ما نشاء " (٣) وروى عبد الله بن المغفل قال: " دُلّي جراب من جدار خيبر، فالتزمتُه، وفيه شحم ولحم، فأخذوني (٤) أصحابي، فكنت أجاذبهم، ويجاذبونني، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وراءنا يبتسم، ولم ينكر علينا " (٥) وعن عبد الله بن عمر قال: " أصبنا في بعض الغزوات طعاماً وعسلاً، فأكلنا منه، ولم يُخَمَّس " (٦).


(١) ر. المختصر: ٥/ ١٨٤.
(٢) فوضى: أي شركاء فيه، يتصرّف كل واحد منهم في جميعه بلا نكير.
(٣) حديث: عبد الله بن أبي أوفى " كنا نأخذ من طعام المغنم ما نشاء " قال ابن الصلاح في شرح مشكل الوسيط: " لم يُذكر في كتب الحديث الأصول، غير أن في سنن أبي داود عن ابن أبي أوفى: أصبنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر طعاماً فكان الرجل يجيء فيأخذ منه مقدارَ ما يكفيه " ا. هـ هذا. والحديث رواه أيضاً الحاكم، والبيهقي. (ر. شرح مشكل الوسيط (بهامش الوسيط): ٧/ ٣٢، ٣٣. أبو داود: الجهاد، باب في النهي عن النهى إذا كان في الطعام قلة في أرض العدو، ح ٢٧٠٤، الحاكم: ٢/ ١٢٦، البيهقي: ٩/ ٦٠، التلخيص: ٤/ ٢٠٩ ح ٢٢٦٢، ٢٢٦٣).
(٤) كذا: على لغة أكلوني البراغيث.
(٥) حديث عبد الله بن مغفل " دلي جراب من جدار خيبر وفيه شحم ... " في الصحيحين، ولكن ليس فيها قوله " فأخذوني أصحابي ". (ر. البخاري: الخمس، باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب، ح ١٣٥٣. مسلم: الجهاد والسير، باب جواز الاكل من طعام الغنيمة في دار الحرب، ح ١٧٧٢. التلخيص: ٤/ ٢٠٩ ح ٢٢٦٣).
(٦) حديث ابن عمر " أصبنا في بعض الغزوات طعاماً وعسلاً ... " رواه أبو داود، وابن حبان، والبيهقي. ورجّح الدارقطني وقفه (ر. أبو داود: الجهاد، باب في إباحة الطعام في أرض=