للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• فإن قيل: فلم لا قلت: «إن الحركة تدلُّ على حياته»؟

قيل له: الحركة قد كانت موجودةً فيه قبل أن يَظْهَرَ وتضعه أمّه، ولم يجز أن يَرِثَ بها، فكذلك إذا ظهرت منه بعد الوضع، إذ ليس تُتَيَقَّنُ حياتُه بها على استهلاله قبل حركته وعطاسه.

وقد روى معمر، عن الزُّهريِّ، عن سعيدٍ، عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله قال: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخاً مِنْ نَخْسِهِ، إِلَّا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ» (١).

وروى العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : «كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ، يَلْكُزُهُ الشَّيْطَانُ فِي حِضْنِهِ، إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا» (٢).

ألا ترى: أنَّ الصَّبي إذا سقط من أمِّه كيف يصيح، فذلك حين يلكزه الشَّيطان.

•••

[٣١٥٥] مسألة: قال مالكٌ: وميراث المرتدِّ لجماعة المسلمين (٣).

• إِنَّمَا قالَ ذَلِكَ؛ لأنَّ المرتدَّ كافرٌ، فماله لجماعة المسلمين.


(١) متفق عليه: البخاري (٤٥٤٨)، مسلم [٧/ ٩٦]، وهو في التحفة [١٠/ ٥١].
(٢) أخرجه مسلم [٨/ ٥٣]، وهو في التحفة [١٠/ ٢٣٤].
(٣) المختصر الكبير، ص (٥٣٤)، التفريع مع شرح التلمساني [١٠/ ٢٦١].

<<  <  ج: ص:  >  >>